في هذا السياق، يتحدّث عضو مؤتمر الحوار الوطني جمال درويش إلى" ليبانون ديبايت "عن واقع السويداء الراهن، أبعاده السياسية والإنسانية، وموقعه في المشهد السوري الأوسع، متوقفًا عند خطورة المرحلة ودقّة الخيارات المطروحة أمام أبناء الجبل. ويؤكد درويش أنّ "الوضع في السويداء معقّد ومركّب، ويزداد صعوبة وتعقيدًا بسبب الحصار الاقتصادي أولاً، وثانيًا غياب أي حلّ قريب لعودة المهجّرين إلى بيوتهم، والبالغ عددهم نحو 160 ألف مهجّر من أبناء السويداء".
ويقول درويش: "هذا الواقع بالتأكيد أدّى إلى انسداد أي أفق لحلّ قريب، والسبب هو تدويل ملف السويداء وعدم تنفيذ اتفاق عمّان الثاني حتى الآن". ويتابع موضحًا: "اليوم، كما نقرأ معًا، الموقف الدولي ينظر بإيجابية إلى الحصار القائم على السويداء، وقد لمسنا هذا التعاطي من خلال متابعة اللجنة الدولية للتحقيق في أحداث السويداء. برأيي، لا يوجد حلّ خاص بالسويداء، فالحلّ هنا جزء من الحلّ الشامل لكلّ الملفات السورية، بعدما أصبح ملف السويداء جزءًا أساسيًا من المشهد الوطني عقب الاجتياح وما رافقه من تداعيات سياسية وأمنية".
ويكشف درويش أنّه "اليوم هناك خطوة أو مبادرة من القوى الاجتماعية والسياسية في السويداء نحو الانتقال إلى واقع جديد يقوم على تأسيس إدارة داخلية مستقلة في الجبل تمارس صلاحياتها بهدف ملء الفراغ الإداري القائم، على أن يتمّ لاحقًا اندماج محق ومنصف ضمن سوريا الديمقراطية".
ويضيف: "أهالي السويداء يعملون حاليًا على ضبط النفس وعدم الانجرار إلى تجاذبات أو صدامات داخلية قد تؤدي إلى انقسامات مجتمعية في الرأي العام، التزامًا بضرورة ترسيخ الأمن الأهلي وضبط الخطاب الداخلي، تمهيدًا لبلورة إدارة ذاتية منضبطة وفاعلة تواكب متطلبات المرحلة الصعبة التي نمرّ بها".
ويتابع درويش موضحًا: "كما قلت سابقًا، الاتفاقات الدولية اليوم تدور حول تشكيل شرق أوسط جديد، وأيضًا نظام إقليمي جديد بعد خروج إيران من المشهد الإقليمي في ظلّ اتفاقية السلام الإبراهيمي. هذا يعني أنّ المطلوب من السويداء في هذه المرحلة هو ترتيب البيت الداخلي، والحفاظ على العيش المشترك والسلم الأهلي، وتحصين المجتمع في وجه أي انقسامات متوقّعة".
ويشدّد درويش على أنّ "الأهم اليوم في مشهد السويداء هو عودة المختطفين من المدنيين، وأيضًا عودة المختطفات من نساء السويداء، اللواتي لا يزال مصيرهن مجهولًا حتى الساعة، ويُقدّر عددهن بحوالي مئة امرأة". ويخلص الى أنّه "من الضروري أيضًا عودة المهجّرين قبل حلول فصل الشتاء إلى قراهم، ورفع الحصار الاقتصادي عن المحافظة، إلى جانب لجم الخطاب الديني والطائفي المقيت ".