شنت إسرائيل، الأحد، غارات جوية مكثفة على قطاع غزة في تصعيد اعتبره مراقبون الأخطر منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ما يهدد بتقويض الاتفاق الذي جاء نتيجة مفاوضات دولية معقدة.
وتسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى منع انزلاق الوضع نحو مواجهة شاملة قد تؤدي إلى انهيار الهدنة. وقال مسؤول رفيع في الإدارة لموقع "أكسيوس": "كنا نعلم أن الأمور تتجه نحو التصعيد، فكلما سُمح للطرفين بالاشتباك أكثر، ازداد احتمال استمرار المواجهات".
ووفق الجيش الإسرائيلي، وقع الهجوم صباح الأحد، عندما خرج عناصر من حماس من نفق في منطقة رفح – التي لا تزال بمعظمها تحت سيطرة القوات الإسرائيلية – وأطلقوا صاروخاً مضاداً للدروع على مركبة عسكرية إسرائيلية.
وردّت تل أبيب بتنفيذ نحو 20 غارة جوية استهدفت مواقع تابعة لحماس في رفح ومناطق أخرى داخل القطاع. وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن "حماس انتهكت الهدنة"، متوعداً بالرد بقوة.
في المقابل، نفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أي مسؤولية عن الحادث، مؤكدة أنها "ملتزمة بالكامل بالاتفاق"، وأن منطقة رفح تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة ولا يوجد أي تواصل مع المجموعات المتبقية هناك.
أفادت مصادر أميركية وإسرائيلية بأن إسرائيل أبلغت واشنطن مسبقاً بالهجمات عبر مركز القيادة الأميركي المكلف بمراقبة تنفيذ الهدنة. وذكرت منصة "أكسيوس" أن مبعوثي ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر تواصلا مع رون ديرمر ومسؤولين إسرائيليين للتنسيق بشأن الخطوات المقبلة.
ونقلت المنصة عن مسؤول أميركي أن واشنطن طلبت من إسرائيل الرد بـ"شكل متناسب"، في محاولة لعزل حماس ميدانياً دون العودة إلى حرب شاملة.
ترى إدارة ترامب أن اتفاق إنهاء الحرب في غزة يُعد إنجازاً دبلوماسياً حساساً، وتعتبر أن الوضع "هش ويحتاج إلى رقابة دقيقة" للحفاظ على المسار السياسي.
وقال مسؤول أميركي: "الأيام الثلاثون المقبلة ستكون حاسمة… نحن من يدير ما يجري في غزة حالياً من حيث تنفيذ الاتفاق".
ومن المنتظر أن يزور نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إسرائيل هذا الأسبوع إلى جانب ويتكوف وكوشنر، للدفع باتجاه تطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل:
تثبيت وقف إطلاق النار والانتقال إلى الآليات التنفيذية.
إعادة جثث الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة.
ضمان إدخال المساعدات الإنسانية ومنع سيطرة حماس عليها.
تأسيس قوة دولية لحفظ الاستقرار داخل القطاع.
إطلاق مشروع "رفح الجديدة" كنموذج لغزة بلا حماس بالتوازي مع خطة لنزع سلاح الحركة تدريجياً.
وحذر مسؤول أميركي من أنه في حال واصلت حماس خرق الهدنة، فقد تدعم واشنطن خطوات إسرائيلية لاستعادة السيطرة على أجزاء إضافية من غزة، بما يسمح بـ "توسيع المناطق الخارجة عن سيطرة الحركة".