في هذا الإطار، يرى الخبير العسكري العميد المتقاعد فادي داوود، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن الكلام الإسرائيلي يردّد دائماً العودة إلى استهداف العاصمة بيروت، فما الذي يريدون أن يضربوه في بيروت؟ المقصود عمليًا هو الضاحية، لأنها تُعتبر مصدر التهديد من حزب الله، لكن ماذا تبقّى في الضاحية؟ فلا أعتقد أنّ حزب الله، ولو أعاد بناء نفسه، سيُوزّع مخازنه على المواقع التي قُصفت سابقًا، فلم تعد هناك أماكن آمنة صالحة لمواصلة الأنشطة العسكرية في الضاحية".
ويشير إلى أنّ "الإسرائيلي حين يستخدم عبارة بيروت يعني العاصمة التي تمثّل البلد ككل، ومن ثمّ فإن استهداف العاصمة يُقرأ كرسالة إسرائيلية تُشير إلى أنّه لم تعد هناك "مناطق محرّمة" في لبنان، أي الجولة العسكرية الإسرائيلية التالية، إن حصلت، لن تتوقف عند بقعة جغرافية محدّدة".
ويقول: "لا أعرف من يمكن أن يُستهدَف الإسرائيلي في قلب العاصمة، إذا كان الهدف حزب الله، فالحزب لم يعد يملك مراكز أساسية في بيروت، لهذا السبب أعتبر أن استهداف العاصمة بحدّ ذاته يحمل طابعًا رمزيًا بالنسبة للدولة اللبنانية، إلا إذا قرّرت إسرائيل في الجولة العسكرية المتوقعة ألا تفرّق بين الجناح السياسي والجناح العسكري للحزب،عندها من المحتمل جدًا أن تُوسّع دائرة الاستهداف لتشمل القيادة السياسية للحزب أيضًا".
وبرأي داوود، فإن "أكثر المناطق المتوقعة لأن تتعرّض لضربات إسرائيلية في حال إستمرت وتيرة التصعيد، هي البقاع أي المناطق التي تشكّل البنية البشرية واللوجستية للحزب".