وقّع وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين و المدير العام التنفيذي للوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) ريمي ريو، اتفاقية تعاون استراتيجية تهدف إلى تعزيز مرونة النظام الصحي في المناطق المتضررة في جنوب لبنان، بما يتماشى مع المحاور الاستراتيجية لوزارة الصحة العامة على المديين القصير والمتوسط.
حضر حفل التوقيع السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو، رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) في لبنان السيدة أنييس دور، بالإضافة إلى عدد من ممثلي اتحاد البلديات والمنظمات الدولية والجمعيات الأهلية الشريكة ومديري المستشفيات الحكومية.
وفي كلمة له، نوه الوزير ناصر الدين بأهمية الشراكة الاستراتيجية مع فرنسا، مُعربًا عن تقديره لـ التعاون المستمر مع الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) الذي يشكل "امتدادًا لشراكة متجذرة وعابرة للأزمات ودعماً لبرامج تنموية وإصلاحية في قطاعات حيوية لبنانية".
وأشار ناصر الدين إلى أن "الاتفاقية التي تم التوقيع عليها تعكس فهماً عميقاً لضرورة ربط الدعم الطارئ بمسارات التنمية الطويلة الأجل".
ثم عرض الوزير الأهداف الرئيسية للاتفاقية والتي تتوزع على ثلاثة محاور رئيسية:
دعم صمود المرافق الحكومية وتحسين أدائها:
يركز المشروع على تحسين الأداء التشغيلي والقدرة الاستيعابية للمستشفيات الحكومية في الجنوب اللبناني، وخاصة مستشفيي تبنين ومرجعيون الحكوميين. وأوضح الوزير أن "المستشفيات الحكومية هي شريان الحياة لسكان الجنوب"، مشيرًا إلى تعرضها لاعتداءات إسرائيلية مباشرة، في خرق فاضح لاتفاقيات جنيف والقوانين الدولية التي تحمي المؤسسات الصحية.
دمج الصحة العامة والبنية التحتية الوقائية:
يشمل إعادة تأهيل وتطوير البنية التحتية لمياه الشرب والصرف الصحي، كمحور استراتيجي للحد من المخاطر البيئية والوقاية من الأمراض الوبائية.
بناء القدرة على التكيف والتخطيط الاستباقي:
يعكس رؤية الوزارة في التحول من نموذج الاستجابة الطارئة إلى نموذج مستدام يعتمد على تطوير القدرات المؤسسية لضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية حتى في أصعب الظروف.
وأكد الوزير ناصر الدين في ختام كلمته أن "الوزارة ستمضي قدمًا في تنفيذ الاتفاقية لتعزيز أمن لبنان الصحي والمائي"، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تمثل "عملية وضرورية نحو تأمين حق كل مواطن في الرعاية الصحية الأساسية".