واعتبر ياسين أنّ "الغموض الذي يمارسه الحزب اليوم يشكّل ورقة قوّة في يد المفاوض اللبناني"، موضحًا أنّ الحزب لا يكشف عن قدراته أو حجم إمكاناته أو خياراته العسكرية، ولا يُظهر ما إذا كان يتجه نحو الحرب أو يفضّل تفاديها، الأمر الذي يجعل موقف إسرائيل غير مستقر.
وأضاف: "الإسرائيلي حتى الآن لا يريد الذهاب إلى التفاوض، لأنّه يعتقد أنّ الحرب قد تمنحه مكاسب سياسية أو ميدانية، فلماذا يتخلّى طوعًا عن هذه الورقة؟ لكن في المقابل، هذا الغموض لدى الحزب يجعل قرار الحرب غير مضمون النتائج بالنسبة إلى إسرائيل، لأنها لا تعرف حجم الردّ أو اتجاهاته".
وتابع: "الكتاب يؤكّد أنّ الحزب لم يُسقط من حساباته مبدأ الدفاع عن لبنان ومواجهة أي احتلال أو اعتداء، وهذا لا يتعارض مع دور الدولة في تقرير الحرب والسلم، بل يندرج في إطار حقّ قانوني وشرعي. هذه مقاربة جديدة للغموض، مفادها أنّ الصمت لن يكون مفتوحًا إلى ما لا نهاية، وأنّ على إسرائيل الالتزام بالقرار 1701، تمامًا كما يعلن الحزب في النص، الذي يربط ذلك أيضًا بمفهوم الاستراتيجية الدفاعية وبحصرية السلاح ضمن بنية الدولة".
وأشار ياسين إلى أنّ "الكتاب سيُحدث حراكًا سياسيًا وربما أمنيًا في البلاد، لأنه يمنح المفاوض اللبناني نقطة قوّة واضحة عبر تثبيت حقّ لبنان في الدفاع عن نفسه، جيشًا ومقاومة، مع تأكيد دعم المقاومة للمؤسسة العسكرية في أيّ مواجهة محتملة".
ولفت إلى أنّ "هذا لا يعني أنّ الحزب يدفع لبنان إلى الحرب، بل على العكس، يعمد إلى إيصال رسالة ردع إلى إسرائيل، تدفعها لإعادة حساباتها".
وتطرّق ياسين إلى كلام رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي قال إنّه "لا حرب ولا تفاوض مباشر"، متسائلًا: "مع إسرائيل، من يضمن ألّا تذهب نحو التصعيد؟".
وأضاف: "من قراءتي التحليلية، في حال قرّرت إسرائيل الذهاب نحو التفاوض، فستسعى من منطلق قوّتها الظاهرة إلى تعويض نقاط ضعفها، كونها منتهِكة للقرارات الدولية وللأراضي اللبنانية، لذلك أتوقّع موجة عنف حتى أثناء التفاوض".
الـــمــــزيــــــــــد
