كشفت صحيفة "هآرتس"، اليوم الخميس، أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقّعت عقود دعاية بملايين الدولارات لتحسين صورة إسرائيل في الولايات المتحدة، وذلك بعد تراجع التأييد الشعبي الأميركي لها، ولا سيما بين فئة الشباب، بسبب الحرب في قطاع غزة.
ووفقًا لمصادر إسرائيلية، تشمل العقود حملات رقمية ضخمة على الإنترنت وخارجه، واستخدام شبكات من روبوتات الدردشة لتعزيز الرسائل المؤيدة لإسرائيل، والتأثير في نتائج البحث وخدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التوجه يمثل مرحلة جديدة من استراتيجية الدبلوماسية العامة الإسرائيلية، مع اعتماد متزايد على الذكاء الاصطناعي والمؤثرين في حملات الدعاية الخارجية.
وبحسب التقرير، وقّعت الحكومة الإسرائيلية في آب الماضي أكبر عقد دعائي جديد مع شركة Clock Tower X، المملوكة لبراد بارسكال، المدير السابق للحملات الرقمية للرئيس الأميركي دونالد ترامب في عامي 2016 و2020. وتبلغ قيمة العقد 6 ملايين دولار لمدة أربعة أشهر، وجرى توقيعه بين الشركة وشركة Havas Media نيابة عن الحكومة الإسرائيلية.
وينصّ العقد على تقديم خدمات استشارية وإستراتيجية وإنتاج مواد إعلامية واسعة النطاق، تشمل ما لا يقل عن 100 محتوى أساسي شهريًا، إضافة إلى 5 آلاف مادة مشتقة، لتحقيق 50 مليون مشاهدة شهريًا. وتشمل الحملة مقاطع فيديو وصوتيات وبودكاست ورسومات ونصوص دعائية.
كما أفادت الصحيفة بأن حملة دعائية أخرى أطلقتها وزارة الخارجية الإسرائيلية، اقترحتها شركة Show Faith by Works المملوكة للمستشار الجمهوري والناشط الإنجيلي تشاد شنيتغر، بميزانية تتجاوز 3 ملايين دولار، سُدد منها جزء بالفعل رغم عدم توقيع العقد النهائي بعد.
وذكرت المصادر أن نصف المواد المقدّمة في أيلول الماضي ركّز على استهداف الكنائس والمنظمات المسيحية في الولايات المتحدة الغربية، في محاولة لمواجهة تراجع الدعم لإسرائيل داخل الأوساط الإنجيلية. كما لفتت إلى أن إسرائيل تسعى لتوجيه محتواها نحو الشباب الأميركيين، إذ خُصص 80% من المواد الدعائية لمنصات تيك توك وإنستغرام ويوتيوب.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد بنود عقد شركة Clock Tower X يتضمّن تنفيذ عملية بحث لغوية رقمية تهدف إلى التأثير على كيفية تناول روبوتات الدردشة والذكاء الاصطناعي لمواضيع تتعلق بإسرائيل وفلسطين، ما يجعل هذه الحملة، بحسب "هآرتس"، أول محاولة معلنة لدولةٍ لتشكيل الخطاب العام عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT وClaude.
ورأت الصحيفة أن هذه الاستراتيجية تمثل تحوّلًا نوعيًا من تحسين محركات البحث التقليدية إلى توجيه خوارزميات الحوار الذكية، بهدف إعادة تأطير السرديات المتعلقة بإسرائيل في الفضاء الرقمي.