أجرى مجلس الشيوخ الأميركي تصويتًا على مشروع قرار يقيّد صلاحيات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شنّ هجوم عسكري على فنزويلا دون موافقة الكونغرس.
ووفقًا لوسائل إعلام غربية، رُفض المشروع بـ51 صوتًا مقابل 49، ما يعني أنّ المجلس صوّت ضد تقييد قدرة ترامب على اتخاذ إجراء عسكري تجاه فنزويلا من دون إذن مسبق من الكونغرس.
ويأتي هذا التطوّر في وقت تُجري الولايات المتحدة مناورات عسكرية مشتركة مع ترينيداد وتوباغو في منطقة البحر الكاريبي، ما أثار ردود فعل حادة من كاراكاس.
وصفت نائبة الرئيس الفنزويلي المناورات بأنها "استفزاز عسكري" ضد فنزويلا، واتهمت الدولتين بـ"تصعيد التوترات الإقليمية".
وفي العاصمة كاراكاس، شبّه مراقبون هذه المناورات بأحداث تاريخية سابقة، مثل واقعة البارجة الحربية “ماين” والاستفزاز في خليج تونكين، اللذين استخدما كذرائع لشنّ حروب سابقة ضد إسبانيا وفيتنام.
وانتقدت الحكومة الفنزويلية نظيرتها في ترينيداد وتوباغو، بقيادة رئيسة الوزراء كاملا بيرساد- بيسيسار، متهمةً إياها بـ"التخلي عن السيادة وتحويل أراضيها إلى منصة عائمة لحاملة طائرات أميركية لنشر الحرب في منطقة الكاريبي."
وأضافت القيادة الفنزويلية أنّ هذا السلوك يُخالف ميثاق الأمم المتحدة، وإعلان مجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي بشأن السلام، ومبادئ منظمة الكاريبي الإقليمية.
وفي تصريح صدر الأسبوع الماضي، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفويضه لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) بتنفيذ عمليات سرّية داخل فنزويلا، تشمل النظر في استهداف عصابات مخدرات مزعومة على الأراضي الفنزويلية.
ويتّهم ترامب نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو بـ"قيادة شبكة لتهريب المخدرات"، وهي تهمة نفَاها مادورو بشدة.
وخلال شهري أيلول الماضي وتشرين الأول الجاري، استخدمت الولايات المتحدة قواتها العسكرية لتدمير قوارب يُزعم أنها تحمل شحنات مخدرات قبالة السواحل الفنزويلية، في عملياتٍ أثارت انتقادات داخل الكونغرس الأميركي، إذ اعتبر بعض المشرّعين أنّ على الإدارة تقديم مبرّرات أوضح لهذه الضربات.
وردًّا على الانتقادات، صرّح ترامب بأنّه سيُطلع أعضاء الكونغرس على نيّته توسيع نطاق العمليات لتشمل ضربات برّية، مشيرًا إلى أنّ القانون الأميركي قد يتطلّب موافقة الكونغرس على مثل هذه الإجراءات.
وأضاف الرئيس الأميركي أنّ العمليات قد "تنتقل إلى داخل الأراضي الفنزويلية إذا لزم الأمر"، في تصريحٍ زاد من مخاوف التصعيد العسكري في المنطقة.