المحلية

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 11 تشرين الثاني 2025 - 07:23 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

دراما كبرى في سوريا: إحباط مؤامرتين لاغتيال الرئيس أحمد الشرع

دراما كبرى في سوريا: إحباط مؤامرتين لاغتيال الرئيس أحمد الشرع

"ليبانون ديبايت"


في تطور دراماتيكي لافت في المشهد السوري، كشفت وكالة "رويترز" نقلًا عن مصدرين سوريين رسميين أن السلطات في دمشق أحبطت محاولتين منفصلتين لتنظيم "داعش" لاغتيال الرئيس أحمد الشرع، الذي تولّى الحكم في كانون الأول الماضي خلفًا لبشار الأسد بعد الإطاحة به من قِبل فصائل معارضة يقودها "هيئة تحرير الشام".


وبحسب التقرير، جرى إحباط محاولتي الاغتيال خلال الأشهر الأخيرة، إحداهما خلال مناسبة رسمية كانت مشاركة الرئيس الشرع فيها مُعلنة مسبقًا، ما زاد من خطورتها. وتأتي هذه المعلومات بالتزامن مع خطط الرئيس السوري الجديد للانضمام رسميًا إلى التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، ومع اقتراب لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في أول زيارة لرئيس سوري إلى واشنطن في التاريخ الحديث.


الزيارة التي تُعتبر خطوة غير مسبوقة، تأتي في إطار مساعي الشرع لإعادة تموضع سوريا سياسيًا واستراتيجياً بعد 14 عامًا من الحرب الأهلية، ولحشد دعم دولي لعملية إعادة الإعمار، بالتوازي مع تقارب متنامٍ بين دمشق وعدد من الدول العربية الحليفة لواشنطن، من بينها السعودية والإمارات ومصر.


التقرير أوضح أن انضمام الشرع إلى التحالف الدولي يمثل تحوّلًا جذريًا في تموضع سوريا، من دولة كانت تُعدّ حليفة لإيران وروسيا إلى طرف يسعى لبناء علاقة جديدة مع الغرب والدول العربية. وفي المقابل، لا يزال خطر تنظيم "داعش" قائمًا، إذ يحاول التنظيم إعادة بناء خلاياه في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، ويعتبر تقارب الشرع مع واشنطن "خيانة للإسلام"، على حد وصف بياناته الدعائية.


في حزيران الماضي، وقع تفجير انتحاري استهدف كنيسة في دمشق وأسفر عن مقتل 25 شخصًا، في عملية تبنّاها "داعش"، فيما أطلقت وزارة الداخلية السورية خلال الأسبوع الأخير حملة أمنية موسعة ضد خلايا التنظيم، أوقفت خلالها أكثر من 70 مشتبهًا. وأكد مسؤول أمني سوري أن "العملية تُثبت نجاح أجهزة الاستخبارات في اختراق التنظيم والوصول إلى قياداته الميدانية".


التقرير أشار أيضًا إلى أن الرئيس الشرع (المعروف سابقًا باسم الجولاني)، الذي قاد "هيئة تحرير الشام" — التنظيم المنشقّ عن "القاعدة" عام 2016 — قبل وصوله إلى الحكم، خاض مواجهة مباشرة مع "داعش" طوال العقد الماضي. وبحسب مصادر سورية مطّلعة، فإن حكومته تتعاون ميدانيًا واستخباراتيًا مع القوات الأميركية في سوريا منذ عدة أشهر، في إطار ترتيبات أمنية جديدة تستهدف القضاء على بقايا التنظيم.


ويُنظر إلى هذه الشراكة بوصفها محاولة من دمشق لإعادة تأهيل نفسها على الساحة الدولية، تمهيدًا لرفع العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة عليها. وذكرت "رويترز" الأسبوع الماضي أن وزارة الدفاع الأميركية تستعد لإنشاء وجود عسكري في قاعدة جوية قرب دمشق، وهو ما نفته وسائل الإعلام الرسمية السورية لاحقًا.


في هذا السياق، اعتبرت تقارير دبلوماسية أن مشاركة الشرع في التحالف المناهض لـ"داعش" تمثل خطوة لبناء الثقة مع واشنطن، وقد تفتح الباب أمام مراجعة موقف الكونغرس الأميركي من العقوبات المفروضة على سوريا بحلول نهاية العام.


بهذا التطور، تبدو سوريا على أعتاب مرحلة جديدة من التحولات السياسية والأمنية، تتقاطع فيها مصالح القوى الإقليمية والدولية، فيما يبقى الرئيس أحمد الشرع في قلب معادلة شديدة الحساسية — بين إرثٍ دمويٍّ تركه نظام الأسد، وواقعٍ جديد يحاول رسمه عبر الانفتاح على الغرب ومحاربة الإرهاب من موقع الشريك لا الخصم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة