أعلن الطبيب النفسي السعودي طالب جواد العبد المحسن، البالغ من العمر 51 عامًا، والموقوف في ألمانيا بتهمة تنفيذ هجوم دهس مميت في سوق عيد الميلاد بمدينة ماغدبورغ، دخوله في إضراب عن الطعام مع استمرار محاكمته بتهمة القتل العمد والشروع في القتل.
وخلال جلسة الثلاثاء أمام المحكمة المركزية، قال العبد المحسن: "أنا مضرب عن الطعام منذ أمس (الإثنين)، وأريد الاستمرار في ذلك لثلاثة أسابيع"، من دون أن يقدّم تفسيرًا واضحًا لقراره.
وردّ القاضي ديرك ستيرنبرغ بالقول إنّ المحاكمة يمكن أن تستمر في غياب المتهم إذا حال إضرابه دون مثوله أمام المحكمة، مضيفًا: "الأمر متروك لك في ما إذا كنت ترغب في المشاركة في الإجراءات أم لا".
وكانت النيابة العامة الألمانية وجّهت إلى العبد المحسن تهمًا تتعلق بـ التخطيط لقتل عدد كبير من المدنيين بدافع الغضب والكراهية، بعد أن أقدم في 20 كانون الأول 2024 على اقتحام سوق عيد الميلاد بسيارة رباعية الدفع مستأجرة، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من 300 آخرين.
واعترف المتهم، الذي يعمل طبيبًا نفسيًا، بقيادة السيارة التي نفذت الهجوم، لكنه لم يُبدِ أي ندم خلال الجلسة، بل أدلى بتصريحات متناقضة وغامضة اتّهم فيها شرطة ماغدبورغ بالتستّر على الحقيقة، وأطلق عبارات معادية للإسلام الذي أعلن تبرؤه منه، فضلًا عن تأييده لنظريات مؤامرة يروّج لها اليمين المتطرف.
وأكدت وسائل إعلام ألمانية أنّ العبد المحسن كان معروفًا للسلطات منذ عام 2006، وتعرّض سابقًا لغرامة مالية بسبب تهديدات بالعنف، كما كان ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تحضّ على الكراهية ومعادية للمهاجرين والمسلمين.
وتُتابع المحكمة أيضًا التحقيق في الثغرات الأمنية التي أحاطت بموقع الهجوم، رغم الإجراءات المشددة التي اتخذت منذ هجوم برلين عام 2016.
ومن المقرر أن تستمر المحاكمة حتى شهر آذار المقبل على الأقل، فيما يواجه العبد المحسن ستّ تهم بالقتل و338 تهمة بالشروع في القتل، وقد تصل العقوبة إلى السجن مدى الحياة في حال إدانته.