قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، اليوم الأربعاء، إنّ تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بشأن احتمال إخلاء العاصمة طهران "فُهمت بشكل خاطئ وأُخذت حرفياً"، مؤكدة أنّ المقصود منها كان التحذير من تفاقم أزمة الجفاف وشحّ المياه وليس الإعلان عن قرار بالإجلاء.
وأوضحت مهاجراني خلال مؤتمر صحافي أنّ "الرئيس أراد دقّ ناقوس الخطر لحثّ المؤسسات المعنية على التحرك السريع لمواجهة الجفاف"، مضيفة: "أحياناً تُقال عبارات توحي للمستمع بأنّه يجب فعلاً إخلاء المدينة، لكن الأمر ليس كذلك. كلام الرئيس جاء في سياق التحذير وليس كخطة تنفيذية فورية".
وكان بزشكيان قد قال في خطاب متلفز يوم الجمعة الماضي إنّ العاصمة الإيرانية قد تُجبر على إجلاء سكانها بالكامل إذا لم تهطل الأمطار خلال الأسابيع المقبلة، مشيراً إلى أنّه "في حال استمرار الجفاف، قد تنفد المياه رغم تطبيق خطط التقنين".
وأثارت تصريحاته موجة واسعة من الجدل داخل إيران، ووصفتها وسائل إعلام محلية بأنها الأكثر صراحة في تاريخ البلاد بشأن أزمة المياه، خصوصاً مع تراجع مستويات التخزين في السدود الرئيسية إلى النصف مقارنة بالعام الماضي.
وبحسب وزارة الطاقة الإيرانية، انخفض حجم تخزين المياه في سدود طهران إلى 250 مليون متر مكعب فقط مقابل 490 مليوناً في الموسم السابق، ما يهدد نحو 15 مليون نسمة يعيشون في العاصمة بخطر الانقطاع الواسع للمياه.
ويُرجع خبراء البيئة الأزمة إلى التغيّرات المناخية العالمية وتراجع معدلات الأمطار بنسبة 40% خلال العقود الخمسة الأخيرة، إضافةً إلى سوء الإدارة وتوسّع الزراعة الصناعية والمشاريع غير المستدامة التي فاقمت أزمة الجفاف في البلاد.