المحلية

placeholder

آمال سهيل

ليبانون ديبايت
الخميس 13 تشرين الثاني 2025 - 14:43 ليبانون ديبايت
placeholder

آمال سهيل

ليبانون ديبايت

السعودية أذكى من خوض مغامرة ضد الثنائي... وجعجع "الولي المنتظر" للرئاسة!

السعودية أذكى من خوض مغامرة ضد الثنائي... وجعجع "الولي المنتظر" للرئاسة!

"ليبانون ديبايت" - آمال سهيل

يبدو أنّ العلاقة بين المملكة العربية السعودية والرئيس نبيه بري لا تزال قائمة على قنوات تواصل مفتوحة، رغم كل ما شهدته الساحة اللبنانية من توترات وانقسامات حادة خلال السنوات الماضية، خصوصاً في ظل الخلاف بين الرياض وحزب الله. فبحسب الكاتب والمحلّل السياسي إبراهيم بيرم، فإن السعودية تنظر إلى بري كشريك سياسي لا يمكن تجاوزه، فيما تحاول قوى أخرى، وعلى رأسها "القوات اللبنانية"، طرح نفسها كبديل محتمل في المعادلة الداخلية المدعومة سعودياً.


ويؤكّد بيرم، في حديثٍ إلى "ليبانون ديبايت"، أنّ الرئيس نبيه بري لم يقطع علاقته بالمملكة العربية السعودية في أي مرحلة، حتى في ذروة الخلاف بين حزب الله والرياض. ويشير بيرم إلى أنّ بري كان على علاقة جيدة بالمملكة، ومن غير الممكن أن يتجاهلها بحكم موقعه السياسي ودوره الوطني، إذ يعتبر وجود تواصل مع السعودية أمرًا ضروريًا لتمكينها من الاطلاع على موقف الطائفة الشيعية وعلى المشهد اللبناني عمومًا.


ويضيف بيرم: "أنا أصدّق الكلام عن حرص السعودية على العلاقات مع الرئيس بري، إلا أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يسعى لتقديم نفسه على أنه 'الولي المنتظر' للساحة اللبنانية والمؤيَّد من قبل المملكة، ويطمح لأن يكون الرئيس المقبل للجمهورية".


ويرى أنّ "جعجع جادّ في هذا المسعى، ويرى في الظروف الراهنة فرصة حقيقية لتحقيق طموحه الرئاسي، خصوصًا في ظلّ تحسّن علاقاته مع السعودية ومع الأوساط السنية عمومًا، ما يجعله مؤهّلًا للعب دور 'رأس الحربة' في مواجهة الثنائية الشيعية السياسية، تمامًا كالدور الذي لعبه الزعيم وليد جنبلاط بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وحتى عام 2008، أي بعد أحداث 7 أيار".


ويشير بيرم إلى أنّ جعجع اليوم "يطمح إلى ما هو أبعد من هذا الدور، فهو يسعى من خلاله للوصول إلى موقع رئاسة الجمهورية، مستفيدًا من ضعف التيار الوطني الحر، ومن الضربة السياسية التي تلقّاها الشيعة، لا سيما حزب الله، مؤخرًا".


وفي ما يتعلّق بالموقف السعودي، يرى بيرم أنّ المملكة "أوعى من أن تدخل في مغامرة من هذا النوع، لكنها في الوقت نفسه لا تُخفي طموحاتها السياسية في لبنان، فهي كانت دائمًا لاعبًا حاضرًا في السياسة اللبنانية منذ ما قبل الحرب الأهلية، وكانت لها علاقات وموقع مؤثر حتى في الحقبة التي سبقت تلك الأحداث".


ويلفت إلى ما تطمح إليه السعودية اليوم، وفق ما يُقال، "هو محاولة إعادة تنظيم الساحة السنية سياسيًا بعد ابتعاد الرئيس سعد الحريري بإيحاء منها، وهو أمر سياسي مشروع من وجهة نظرها، إذ تهدف إلى إعادة التوازن إلى المشهد الداخلي".


ويستبعد بيرم أن تكون المملكة تطمح إلى صدام مباشر مع الثنائي الشيعي في المرحلة الراهنة، موضحًا أنّ "العلاقات بين الطرفين أخذت منحى مختلفًا عن السنوات الأولى للحرب اليمنية، حيث كان هناك جفاء واضح، أما اليوم فهناك مرونة أكبر في الموقف السعودي تجاه لبنان".


أما بالنسبة إلى الرئيس نبيه بري، فيقول بيرم إنه "يبقى شريكًا أساسيًا بالنسبة للسعودية، التي لا يمكنها الاستغناء عنه سياسيًا، رغم علمها بأنه لا يخرج من تحالفه مع حزب الله، والعلاقة الوثيقة التي تجمعهما كثنائية شيعية. معتبراً أنه لا أحد في الداخل أو الخارج يفكر جديًا بإلغائه أو تهميش دوره، في هذه المرحلة أو المرحلة المقبلة، لأن أي محاولة من هذا النوع ستكون مغامرة سياسية غير محسوبة".


ويشكّك بيرم في قدرة "القوات اللبنانية" على إحداث خرق فعلي داخل الحصة الشيعية النيابية يمكن أن يؤثر على موقع بري، مذكّرًا بأن تيار المستقبل في مراحل سابقة كان يضم نوابًا شيعة مثل عقاب صقر وغازي يوسف وأمين وهبي، لكنهم لم يتمكنوا من منافسة بري رغم محاولاتهم، كما في ترشّح صقر الذي لم يحقق نتيجة تُذكر.


ويضيف بيرم: "ليس سهلاً في السياسة استبدال بري أو حزب الله بشخصيات تفتقد الحيثية الشعبية والسياسية، سواء في الوسط الشيعي أو على الساحة اللبنانية عمومًا. هذا التفكير يعكس محاولة ابتزاز أو مادة صراع بين بري وجعجع، الذي دخل المعركة في وجه بري، لأنه يعتبره العقبة الأساسية أمام طموحاته، بعد أن بات بري خط الدفاع الأول عن حزب الله".


ويختم بيرم بالإشارة إلى أنه "في مرحلة سابقة كانت العلاقة جيدة بين الرئيس بري وجعجع، لكن الأخير نقض تلك العلاقة ليُثبت أنه اللاعب الأول على الساحة، ولن ينافسه أحد، حتى الرئيس بري الذي يعتبره الأقوى والأكثر ترسخًا وحضورًا في الحياة السياسية اللبنانية".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة