حصلت "العربية" على صور حصرية للجدار الإسمنتي الذي أقامه الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، في خطوة أعادت فتح ملف الخروقات الحدودية بعد إعلان قوات اليونيفيل أنّ الجدار تجاوز الخط الأزرق في أكثر من موقع.

وأوضحت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان، في بيان صدر الجمعة، أنّ وحداتها أجرت الشهر الماضي مسحًا جغرافيًا للجدار الذي شيّده الجيش الإسرائيلي جنوب غربي بلدة يارون، وتبيّن، وفق نتائج المسح، أنّ البناء تجاوز الخط الأزرق وجعل أكثر من ٤٠٠٠ متر مربع من الأراضي اللبنانية غير متاحة للشعب اللبناني.

وأضافت اليونيفيل أنّها رصدت خلال الشهر الحالي أعمال بناء إضافية للجدار في المنطقة نفسها، وقد تبيّن أنّ جزءًا منه تخطّى الخط الأزرق جنوب شرقي يارون.
وشدّدت القوة الدولية على أنّ الأعمال الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية تشكّل انتهاكًا واضحًا للقرار ١٧٠١ ولسيادة لبنان وسلامة أراضيه، مجدّدة دعوتها إسرائيل إلى الانسحاب من كل المناطق الواقعة شمال الخط الأزرق واحترام الحدود المرسومة بالكامل.

في المقابل، نفى الجيش الإسرائيلي تجاوز الجدار للخط الأزرق، معتبرًا أنّه جزء من خطة أوسع بدأ تنفيذها في عام ٢٠٢٢، وموضحًا أنّه اتخذ منذ بداية الحرب سلسلة إجراءات لتعزيز الحاجز الميداني على طول الحدود الشمالية.
وفي خطوة رسمية، أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية أنّ الرئيس جوزيف عون طلب من وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي تكليف بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة رفع شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل، بعد «إقدامها على بناء جدار إسمنتي يتخطّى الخط الأزرق» الذي رُسم عقب الانسحاب الإسرائيلي عام ٢٠٠٠.
وطلب الرئيس إرفاق الشكوى بالتقارير الأممية التي تؤكّد تجاوز الجدار للخط الأزرق وتفند النفي الإسرائيلي.
ويُشار إلى أنّ القرار ١٧٠١، الذي أنهى حرب عام ٢٠٠٦ بين إسرائيل وحزب الله، يشكّل الأساس لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤. ويتّهم لبنان إسرائيل بمواصلة خرق الاتفاق عبر تنفيذ ضربات وإبقاء قوات داخل أراضيه، فيما تتهم إسرائيل حزب الله بمحاولة ترميم قدراته العسكرية.