المحلية

ليبانون ديبايت
الجمعة 28 تشرين الثاني 2025 - 12:58 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

من طرابلس… مصطفى قراعلي يقود مسارًا إصلاحيًا عبر حزب الشباب الوطني

من طرابلس… مصطفى قراعلي يقود مسارًا إصلاحيًا عبر حزب الشباب الوطني

قال الدكتور مصطفى قراعلي، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، إن عودته إلى لبنان ليست مجرّد انتقال جغرافي، بل انتقال سياسي حاسم نحو مشروع وطني يقوده الآن من طرابلس عبر بوابة "حزب الشباب الوطني". وأضاف: "في زمن يُصنع فيه المستقبل من داخل المدن لا من العواصم، تبرز طرابلس اليوم كحاضنة لتحوّل سياسي عميق يعيد الاعتبار لدور المواطن، ويفتح باب الإصلاح الحقيقي".


قراعلي، الذي عمل سابقًا مستشارًا لرئيس وزراء أستراليا وقياديًا في الحزب الليبرالي الأسترالي، يحمل معه خبرة سياسية وتشريعية وأكاديمية ممتدة على أكثر من عقدين. وهو اليوم يستثمر هذه الخبرة في مشروع سياسي لبناني متجدد، ينطلق من مدينة كانت دائمًا خارج دائرة القرار، لكنها تختزن في وجدانها رصيدًا نضاليًا كبيرًا.


حزب بجذورٍ تاريخية وهوية إصلاحية حديثة


ويقول: "نحن لا نبدأ من الصفر. هذا الحزب تأسس عام 1932، وقدم أربعة مناضلين شهداء من أجل الاستقلال. جذوره الوطنية عميقة، ونحن نعيد بعثه اليوم بهوية إصلاحية حديثة ترتكز على دمج الشباب، والتكنولوجيا، والمشاركة الشعبية".


يرى قراعلي أن طرابلس عانت طويلاً من التهميش والاستثمار الطائفي، وأن الوقت قد حان لتخرج من تلك الحلقة. "الناس لم تعد تنتظر زعيمًا. تنتظر مشروعًا. ونحن نعرض عليهم مشروع بناء دولة من المدينة، دولة تُدار بكفاءات لا بطوائف، وتُموّل بالثقة لا بالزبائنية والإحتكار". مشيرًا إلى أن طرابلس تمتلك كلّ المؤهّلات لتكون أول تجربة لبنانية حقيقية في اللامركزية المنتجة.


المؤسسات الشاملة مفتاح التقدّم الحقيقي


وحول السؤال، "لماذا تتقدّم مدن وتتراجع أخرى؟" أوضح قراعلي أنّ الجواب الأبرز لا يكمن في الجغرافيا أو الثروات الطبيعية، بل في شكل المؤسسات السياسية والاقتصادية، مضيفاً: "المؤسسات الشاملة التي تفتح أبوابها أمام الناس والمهارات تُطلق طاقات المجتمع، وتفرض العدالة، وتحقق النمو، وتحرّر الإنتاج. أما المؤسسات الحصرية، فهي تعيد تدوير الفقر، وتعطّل المبادرة، وتمسك برقاب الناس عبر شبكات نفوذ مغلقة ومراكز قرار محصورة في العاصمة".


من هنا، ينطلق "حزب الشباب الوطني" بمقاربة غير تقليدية: تحويل المدينة إلى نموذج للحوكمة المحليّة الحديثة، يدمج بين التكنولوجيا والمشاركة الشعبية، ويهدف إلى إنشاء مجلس بلدي رقمي شفاف يُدار بالبيانات لا بالمحسوبيات، ومجالس أحياء شعبية تُشرك الناس فعليًا، بالإضافة إلى برامج تدريبية للشباب على العمل السياسي المدني. ويضيف: "لسنا حزبًا شعاراتيًا، نحن حزب مبدئي غير طائفي، نسعى لنكون في كل حيّ، مع كل بيت، نعرض حلولًا عملية لحاجات الناس".


السياسة تُخاطب العلم


اللافت أن قراعلي، إلى جانب خلفيّته في السياسات العامة، يحمل خبرات علمية في الذكاء الاصطناعي والهندسة الحيوية، ويُوظّف هذه المعرفة في تطوير نماذج لحوكمة الخدمات العامة الصحية والتعليمية. ويشرح: "نعمل على تنفيذ المشاريع عبر جمعيات مدنية مستقلّة بالشراكة مع الحزب، وهذا جزء من رؤيتنا في الدمج بين السياسة والخدمة العامة".


من أستراليا إلى طرابلس: رافعة الاغتراب للمشروع الوطني


أما على صعيد الرؤية الوطنية، فيشدّد قراعلي على أهمية إعادة ربط طرابلس بعمقها العربي والاغترابي، خصوصًا الجالية اللبنانية في أستراليا والخليج العربي. ويضيف على أنّ الاغتراب في أستراليا يشكّل عنصرًا محوريًا في المشروع ورافعة مالية وفكرية حقيقية. موضحاً، "نحن لدينا خطط عملية لجذب استثمارات من رجال أعمال مهاجرين في أستراليا إلى مشاريع تنموية في المدينة والشمال، من دون المرور بمسارات الفساد التقليدية".


طرابلس على خطّ انطلاق الدولة


ويختم قراعلي حديثه قائلًا: "طرابلس لا تبحث عن قائد يتصدر المشهد، بل عن رؤية جامعة تُشارك الناس في صياغتها، وتُبنى على أسس العدالة والشفافية". بالنسبة له، المعركة اليوم ليست على موقع سياسي، بل على مصير وطن، و"طرابلس أولًا" لم تعد شعارًا عابرًا، بل مشروعًا وطنيًا ينتظر من يحمل شعلته بإيمان.


ويتابع: "شباب طرابلس ولبنان لا يطلبون منّة من أحد، بل يطلبون فرصة. ونحن اليوم نأتي لنطرح مشروعًا واضحًا، شفافًا، يتضمن كل مقوّمات الدولة الحديثة. نحن لا نزاحم أحدًا، بل نحن جيل يحمل لبنان من الطائفية إلى الدولة، ومن الجمود إلى الفعل".


وختم قائلًا: "طرابلس ليست مدينة مهمّشة، بل مدينة جاهزة لتكون المختبر الأول لمستقبل لبنان. طرابلس أولًا — لأن من هنا تبدأ الدولة".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة