في ظل تصاعد التوتر السياسي بين واشنطن وكراكاس، وعودة ملف فنزويلا إلى واجهة الاهتمام الأميركي، تتكثّف التصريحات العلنية التي تعكس انتقال المواجهة من مستوى العقوبات والضغوط الاقتصادية إلى خطاب مباشر يستهدف رأس السلطة في البلاد، ما يفتح الباب أمام مرحلة أكثر حساسية في العلاقات بين الطرفين.
في هذا السياق، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، إنه سيكون من "الحكمة" أن يتنحّى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن منصبه. وجاء كلام ترامب ردًا على سؤال صحافيين في منزله بولاية فلوريدا حول ما إذا كانت تهديدات واشنطن الأخيرة تهدف إلى إنهاء رئاسة مادورو المستمرة منذ 12 عامًا، إذ قال: "الأمر متروك له ليقرر ما يريد فعله. أعتقد أنه سيكون من الحكمة أن يتنحّى".
وفي ردّ سريع، خاطب مادورو ترامب في خطاب بثه التلفزيون الرسمي، معتبرًا أنه "سيكون من الأفضل للرئيس ترامب أن يركز على القضايا الاقتصادية والاجتماعية في بلاده، وأن يهتم بشؤون بلاده الخاصة"، في إشارة واضحة إلى رفضه أي تدخل أميركي في الشأن الفنزويلي الداخلي.
وتأتي هذه المواقف بعد تصريحات سابقة لوزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم، التي قالت صراحة إن على الرئيس الفنزويلي "الرحيل"، في واحد من أوضح المؤشرات حتى الآن على أن الولايات المتحدة تتجه نحو الدفع باتجاه تغيير القيادة في كراكاس.
وكان ترامب قد أعلن في وقت سابق من هذا الشهر فرض حصار على سفن نفط خاضعة للعقوبات تبحر من فنزويلا وإليها، حيث صادرت القوات الأميركية سفينتين، ولاحقت ثالثة، في خطوة اعتُبرت تصعيدًا نوعيًا في أدوات الضغط الأميركية على النظام الفنزويلي.
وتعكس هذه التطورات مسارًا تصاعديًا في الصراع بين واشنطن وكراكاس، حيث بات الخطاب السياسي أكثر حدّة ووضوحًا، في ظل استمرار العقوبات الاقتصادية، والتلويح بخيارات إضافية للضغط. وفي المقابل، يواصل مادورو رفع سقف التحدي واتهام الولايات المتحدة بمحاولة زعزعة استقرار بلاده، ما ينذر باستمرار المواجهة المفتوحة بين الطرفين، مع آفاق غير واضحة لمستقبل العلاقة بين أميركا وفنزويلا في المدى المنظور.
الـــمــــزيــــــــــد
