يواصل الجيش الإسرائيلي تصعيده ضد الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفًا ما تبقى من السكان عبر توجيه إنذارات عاجلة بإخلاء المباني بعد منتصف الليل. تأتي هذه التحذيرات المتكررة في إطار سياسة تهدف إلى بث الرعب بين المدنيين، حيث يُطلب من السكان إخلاء منازلهم فورًا بدعوى قرب استهدافها لوجود منشآت تابعة لحزب الله.

ما يثير الاستهجان هو توقيت هذه الإنذارات، حيث يصدر الجيش الإسرائيلي التحذيرات في ساعات متأخرة من الليل، مدعيًا الحرص على سلامة المدنيين، في حين أن هذا التوقيت يبدو متعمدًا لإثارة الخوف والفزع بين السكان. بينما يحاول الجيش الظهور بمظهر "الرحيم" بإعطائهم فرصة للإخلاء، يتسبب في دب الرعب في قلوبهم، خصوصًا مع استمرار التصعيد والغارات التي طالت العديد من المناطق.

خلال الأيام الأخيرة، شهدت الضاحية الجنوبية موجة متزايدة من التحذيرات الليلية، ما دفع العديد من السكان للنزوح خوفًا على حياتهم. السياسة الإسرائيلية هذه، التي تأتي وسط غارات عنيفة وتصعيد عسكري، لم تؤدِ إلا إلى خلق حالة من الهلع والاضطراب بين من تبقى من المدنيين، فيما يتخذ الجيش هذه الإجراءات لفرض ضغوط نفسية قوية على السكان.