"ليبانون ديبايت"

يبدو جلياً أن التداعيات التي المترتبة عن تطورات الساعات الماضية، لن تتأخر في الظهور، على الأقل على المستوى العسكري المباشر عبر الجبهة اللبنانية المفتوحة، إنما التداعيات السياسية قد تكون باتت قيد الإكتمال على الساحة اللبنانية بالدرجة الأولى وذلك على مستوى التعاطي مع المبادرة الفرنسية – الأميركية، التي لم تُسحب بعد من التداول، وتتمّ ترجمتها من خلال الدينامية الدبلوماسية التي لا تزال تتواصل في الكواليس محلياً وخارجياً.

ولا تُخفي مصادر دبلوماسية معنيّة مخاوفها من أن يكون الردّ الإيراني على إسرائيل، قد رفع من وتيرة الضغط السلبي الذي تتعرض له الجهود التي تُسجل على أكثر من صعيد أوروبي وعربي وحتى خليجي، من أجل لجم التصعيد وقطع الطريق على أي انزلاق من الممكن أن يقود لبنان والمنطقة إلى حرب واسعة النطاق.

وتُناقش المصادر الدبلوماسية ل"ليبانون ديبايت" التطور الإيراني بالأمس، فترى أنه من الملح التركيز حالياً على استيعاب كل ترددات الردّ الإيراني، وعدم التخلي عن الحراك الناشىء أخيراً من أجل تنفيذ القرار 1701، إستناداً إلى المبادرة الفرنسية – الأميركية، خصوصاً في ضوء ما ظهر من توافق سياسي داخلي على أولوية انتخاب رئيس للجمهورية تحت عنوان توافقي وذلك بالتزامن أو بالتوالي مع وقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية.

وإذ تقرّ هذه المصادر بأن الموقف اللبناني الرسمي، فتح كوةً في جدار الإنسداد السياسي الداخلي، فهي لا تنكر أيضاً أن التصعيد الإسرائيلي في المقابل، والذي يؤشر إلى الحرب المفتوحة وغير المحددة برقعة جغرافية ومهلة زمنية، قد رسم بشكل باكر مصير الدينامية الدبلوماسية المعطوفة على إرادة لبنانية وتعهدٍ بإنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس توافقي.

ومن ضمن هذا السياق، ترى المصادر أن التحذيرات الغربية التي تلقتها بيروت وكان أحدثها من وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، قد استبقت المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية، وتوقعت تداعياتها على الساحة اللبنانية، فأكدت على أهمية عدم إغفال الموقف الدولي كما تمّ التخفيف من خطر التهديدات الإسرائيلية في السابق، وعدم الأخذ بكل النصائح التي ركزت على وجوب تحصين الساحة الداخلية وانتخاب رئيس للجمهورية.