قال الكاتب البريطاني إن الإرث الذي خلفه الرئيس الأميركي بعد 8 سنوات من حكمه للبيت الأبيض كان عبارة عن خداع في غاية القسوة.
وقال هيرست في مقاله الذي نشره موقع ميدل إيست آي إن دونالد ترامب لا يعتبر أكبر كابوس في تاريخ أميركا فحسب لكنه إفراز للأوضاع التي أوجدها أوباما ومن قبله كلينتون وبلير وكاميرون.
ووصف هيرست ترامب بالسائق الذي تنتابه حالة هيجان أثناء القيادة وخلال 48 ساعة فقط ستسقط مفاتيح أقوى عربة في العالم في حضنه وسينطلق بها في أوعر الطرق على الإطلاق مثل الشرق الأوسط والاحتباس الحراري والعلاقة مع الصين.
وأضاف: "الأدهى والأمر أن ترامب لا يعرف أين يتجه بهذه العربة".
ولفت إلى أنه "مع اقتراب موعد العرض الافتتاحي للرحلة بمسالكها الوعرة بدأ كثير من الناس بالنظر إلى مسيرة أوباما والتي هي عبارة عن مزيج من مشاعر الأسى والحنين"، متسائلا: "لكن فيم الأسى وإلام الحنين".
وقال هيرست إن فترة أوباما كانت "مصدر قسوة لملايين البشر الذين سمحوا لأنفسهم بتعليق آمالهم وأحلامهم بها وكان أوباما مصدر الخداع فيها بعدما بشر الناس بالأفضل بعد فترة حكم جورج بوش لثمانية أعوام".
وأشار إلى أن وعود أوباما لم يضعها أحد في فمه بل هو من قالها ووعد العالم الإسلامي بمرحلة جديدة حين خاطب المسلمين من وسط القاهرة ووعد بوقف المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وأضاف: "لكن الأيام كشفت أن أوباما لم يكن الفاعل بل كان المفعول به وهو من طرأ عليه تحول حين واجه المتنمرين الإقليميين واختار التنحي جانبا والمراقبة في موقع غير مسبوق في تاريخ السياسة الخارجية الأميركية وهو الهامش".
وقال إن سوريا "لم تكن القضية التي يلعنك الناس لو تدخلت فيها وهي نفسها القضية التي يلعنك الناس لو لم تتدخل فيها ولو أن أوباما تعلم شيئا من دروس عقدين من المغامرات العسكرية في الشرق الأوسط لفعل كل ما وسعه لضمان ألا تتدخل لا روسيا ولا إيران".
وأشار إلى أنه كان لديه الأدوات الكافية لمنع كليهما من التدخل ولكنه لم يلجأ إلى استخدامها إطلاقا، والمشكلة تكمن في أنه تدخل بفعالية لمنع الثوار من الحصول على الأسلحة التي كانوا في أمس الحاجة إليها لوقف البراميل المتفجرة من السقوط فوق رؤوس الناس في المستشفيات والأسواق والمدارس.
واعتبر هيرست أن أوباما كان يسعى لبلورة تركته بعد مقابلته مع جيفري غولدبيرغ في صحيفة ذي أتلانتيك وفق قاعدة "أن الناس سوف تقسو عليك وتذكرك بسوء في الأشياء التي فعلتها في الشرق الأوسط كما حصل مع بوش لكن أوباما كان يقامر بأن الناس سوف تذكره بخير بسبب الأشياء التي لم يفعلها".
ولفت إلى أن هذا الحديث نشر في شهر أبريل من العام الماضي وفي ديسمبر سقطت حلب الشرقية و"كم تبدو هذه الكلمات مختلفة في مدلولها حين تقرأ الآن".
وخلص هيرست إلى أن كان أوباما الرئيس الذي انهالت عليه الأوسمة حتى قبل أن يبدأ عمله لم يفلح بتاتا في استحقاق ما كان يكال له من مديح قد يبدو ذلك شديد القسوة على الرجل الذي منح ملايين الأميركيين تأمينا صحيا والذي كانت لديه الإجابة الصحيحة على "الركود العظيم" لكن أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة كان غير ذي صلة بحياة الأميركيين السود تماماً كما كانت أول رئيسة وزراء بريطانية غير ذات صلة بالأنثويات البريطانيات.
وقال إن تركة أوباما الحقيقية هي دونالد ترامب وأصحاب التوجه الوسطي مثل أوباما وبيل كلينتون وطوني بلير ودافيد كاميرون لا يجوز لهم التنصل من مسؤوليتهم في خلق الظروف التي انتعش وترعرع فيها الشعبويون اليمينيون أو حتى من يمكن أن يوصفوا بالفاشيين.
واعتبر هيرست أن كلينتون وبوش وأوباما كلهم كانوا "مجرد أدوار عابرة في نفس الدراما وهي سقوط الزعامة الغربية، وما من شك في أن قوى خارجية معينة كانت تمارس دورا ولكننا نشهد بالدرجة الأولى انهيارا داخليا وتهافتا في الأركان التي طالما دعمت الهيمنة الغربية في عالم ما بعد الحرب الباردة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News