المحلية

placeholder

وليد الخوري

ليبانون ديبايت
الخميس 18 حزيران 2020 - 07:09 ليبانون ديبايت
placeholder

وليد الخوري

ليبانون ديبايت

عندما يُهدِّد السيد نصرالله

عندما يُهدِّد السيد نصرالله

"ليبانون ديبايت"- وليد الخوري

لعلّّها من أهم إطلالات أمين عام حزب الله، في لحظة يصح فيها الوصف "التاريخي"، عشيّة إستحقاقات كبرى وتحديات أكبر تعيشها الساحة اللبنانية في ظل متغيرات إقليمية، لا يمكن لأحد التنبؤ بخواتيمها من اليمن إلى العراق ومن سوريا إلى ايران، في ظل قوانين جبرية أميركية، مُكْره أخاك يا سيد لا بطل على الالتزام بها، مهما كابرت الممانعة واشرأبّت.

فالعناوين التفجيرية التصعيدية التي شكَّلت محور رسائل الأمين العام لحزب الله الهجومية نحو الداخل والخارج، لم تَعُد تُشكل بأي حالٍ من الأحوال نقطة إجماع لبناني، سواء عند من تجرَّأ ورفع الصوت كاسِرًا المُحرّمات، أو عند من لا يزال خاضعاً لمعادلة القوة على قاعدة "إجلس وانتظر مرور جثة عدوك"، وهي الفئة الأكبر من اللبنانيين سُنة، مسيحيون ودروز، قهرتهم سطوة حزب الله وتَحكُمه بمصيرهم ومُقدراتهم، حتى من بينهم أولئك الحلفاء الذين شعروا بثقل الحزب على مشروع العهد القوي.

عهدٌ شَهِد نحرهُ على يد من خاضَ معركة وصوله، عبر تغطيته للفساد والفاسدين مُستفيدًا من ذلك لتعزيز مصالحه، مُمعِنا بالأمس في سياسته مُصرًّا عليها حتى آخر مؤيد للجنرال، طالبًا ببساطة من قبطان السفينة الانتحار، خدمةً لمشروع لا أحد يعرف نتائجه، تحت مُسميات العزّة والكرامة ولفَّ لفِّها من كلام عربي لا ينفع وقت الجدّ.

دعوات بالجملة أطلقها سيد المقاومة والدولة، صاحب القرار والسلم فيها، عن "حق وحقيق"، مُستبقًا اجتماعات اللجان الوزارية ونتائج طاولات الحوار، واضِعًا لبنان في المكان الذي يناسب مصالح "الحزب" وحجمه، "دون احم ولا دستور"، فارِضًا رباعية جديدة ،لا تقل اهمية عن الاولى، رفض المشاركة بجريمة "قيصر"، اللجوء الى ايران، الحرب مقابل الغذاء، والامن الذاتي، والَّا فقد أُعْذِر من انذر...

صحيح ان للمقاومة جمهورها وبيئتها، لكن الصحيح أيضًا ان ثمة في لبنان من يَملك خيارات سياسية اخرى مختلفة، دون ان يسقط ذلك عليه صفة العمالة المُعلبة والجاهزة. فشعب لبنان لا يختصره جمهور حزب الله، ولا يمكن بأي شكل من الاشكال فرض الخيارات عليه لا بقمصان سود ولا بسابع من أيار جديد، ذلك ان طبيعة المعركة تغيَّرت. قد يكون السكوت عن الحرية والقبول بالعبودية نتيجة "السحسوح" امر مقبول طالما لقمة العيش مؤمنة، لكن عندما يصبح الخيار بين "اكل الولد" او "اكل الكف" تكون الانتفاضة والثورة الخيار الوحيد لانه "هيك هيك ميت".

ضربكم وتخوينكم للثورة ودفاعكم عن الحكومة السابقة كما الحالية ووقوفكم الى جانب الفساد والفاسدين وشراكتكم لهم لا تعفيكم من المسؤولية، فإذا كان ذنبكم مغفور لمقاومتكم اسرائيل، فإن ذنب غيركم ايضا مغفور لمقاومته الاحتلال السوري، الذي عاد من الشباك بفضل دعمكم غير آبهين بكرامة ومشاعر نصف اللبنانيين ان لم يكن اكثر. وتطلبون منا بعد ان نختار الجوع أو الموت كرمى لعيون "مرشد" في طهران، و"أسد" في دمشق.

قد تصح مطالبكم و"تكاليفكم الشرعية"، لو كان لبنان كله ذات لون سياسي مذهبي واحد، يعود لكم الامر والنهي والتحكم بمصير ارضه وعباده، وعلينا الطاعة، لكن طالما ان التنوع، بالتأكيد لن يكون سهلًا فرض ارادتكم ومشاريعكم، ليدفع لبنان كل لبنان ثمن مصالحكم وتحالفاتكم، ان لم نقل اكثر.

بالأمس، سواء عن معرفة او سوء نية أعلنت حرب كسر الولايات المتحدة وهزم مشروعها، مُطلقا رصاصة الرحمة على عهد أَمِل فيه اللبنانيون خيرًا وتغييرًا، ساعين الى كسر "قيصر السوري" وفك العزلة عن ايران، مهددًا بضرب اسرائيل، غير آبه بكلفة تلك الحرب هذه المرة، على الكيان والنظام والتركيبة الاجتماعية والوضع الاقتصادي.

فهل تدرك الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها خطورة وحجم ما طرحه السيد؟ وهل يعي المسؤولون اللبنانيون كلفة السير بهذا الطريق؟ هل تقبل الدولة بأن يفتح كل طرف على حسابه؟ وهل يحق لاي كان ان يكون اكبر من لبنان؟ هل تعرف الدولة كلفة اي حرب مع اسرائيل؟ والى متى هذه الديماغوجية غير المفهومة لدولة بمؤسساتها تعتبر الولايات المتحدة الاميركية حليفة وتشكرها على مساعدتها، في الوقت الذي يخرج من صفوفها من يدعو للعكس مهددًا مصالح لبنان؟ وهل ثمّة من يعتقد ان لأميركا خطوطًا حُمر في ظل المواجهة القادمة؟

فاسمح لنا يا سيد... وبكل احترام... لقد اخطأت هذه المرة... فلا رغبة للكثير من اللبنانيين بالإنتحار من منطلق ديني قبل اي اعتبار آخر... فساحات الجهاد تغيرت كما مفهومه... وقد تكون الدعوات التي صدرت لإعادة النظر في طبيعة النظام اللبناني في مكانها... لذلك لن تكون مشيئتك كما في المنطقة كذلك في لبنان.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة