المحلية

الأربعاء 24 حزيران 2020 - 02:00

حزب الله يُسدِّد في شباك بعبدا

حزب الله يُسدِّد في شباك بعبدا

"ليبانون ديبايت" - وليد الخوري

بعيداً عن الجدل العقيم حول ضرورة الاستمرار في عقد جلسة الحوار "المبتورة" في بعبدا، ونتائجها والمرتبط أولا واخيراً بشخصية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقراءته للتحدي الذي فرض عليه وانطلاقه في مواجهته من منطق "العنيد الذي لن يقبل بكسره"، عملاً بتاريخه الطويل منذ الثمانينات، لا يختلف اثنان على دخول العلاقات بين المكونات السياسية المختلفة، مرحلة جديدة تحكمها توازنات أمر واقع فرضه تسارع الاحداث الاقليمية والدولية، والذي سيتظهر بطبيعة خارطة اصطفافات داخلية جديدة.

صحيحٌ ان الرئيس عون هو صاحب الدعوة، إلّا ان "المُلهم" هو رئيس مجلس النواب، عندما طرح الفكرة امام عون خلال اجتماعهما الاخير في بعبدا، ليتلقفها "المستشار الاول"، ويبني عليها بسرعة قياسية "أطروحة" كاملة من المبررات والضرورات التي تحتم السير "بالخطة" الموضوعة، مع "انحراف" بسيط باتجاه تحويل اللقاء نحور مسار" درء الفتنة" ومواجهتها، من باب احراج الخصوم من جهة، و"حشر" الحلفاء من جهة ثانية، لتنتهي رياح الدعوات بغير ما اشتهت سفن الداعي.

فلقاءات المصالحة الثنائية التي لزمت لثعلب السياسة، والضغوط التي مارسها، من بنشعي شمالا، الى وسط المدينة، وصولاً الى المختارة جبلاً لم تحقق كامل اهدافها، وسط التردد الظاهري لاطرافها، الذين حسموا خياراتهم ،دون الافصاح عنها، بانتظار كلمة سر من مكان ما، بدأت تصل تباعاً الى المعنيين بها، وسط تسريبات عن دخول خارجي على الخط دعماً وتخريباً.

فبَيك المختارة "ربّح بعبدا جميلة من كيسها" بحضوره الذي سيبقى استثماره شكلياً لا اكثر، أمّا حكيم معراب فواقف ممسك العصا من الوسط بين الرئاسة الاولى وبيت الوسط، بعد السجالات الاخيرة مع التيار الازرق، بانتظار ايجاد المعادلة الانسب التي لا تسمح لاي من المقربين بتسجيل نقاط على حساب الاخر من كيسه. وحده مهندس ميرنا الشالوحي تنبأ بالمصير وقرأ الرسائل من عنوانها، ناصحاً الدوائر الرئاسية للمرة الثانية بعدم الدعوة الى مؤتمرات راهناً، ليخرج للعلن في مؤتمره الاخير معلناً "لا حاجة لمصالحات او تسويات، كل من موقعه يستطيع القيام بعمله المطلوب في رحلة الانقاذ".

وحده الشيخ سعد بقي متردداً رغم الضغوط المتناقضة التي خضع لها، عين التينة وباريس والقاعدة الزرقاء، كل منها "تشد الحبل" لميلتها" دون ان ينقطع، الى ان كان طوق نجاة رؤوساء الحكومات السابقين، الذي افرج أسارير "الشيخ" . اكيد انه لم يكن من الوارد "للازرق الاول" ان يعارض توجهات الخارج العربية الخليجية والدولية الاميركية، خصوصا في هذه المرحلة من فرض العزلة على" الدولة اللبنانية" ،هو الذي دفع ثمن سياسته السابقة وقربه من العهد خروجاً مدوياً من الرئاسة الثالثة بقرار غربي.

من هنا كانت الانظار كلها متجهة نحو الرئيس فؤاد السنيورة " ريختر" الهزات الخارجية وتردداتها، والذي ترك كلمته الاخير للقاء الرؤوساء السابقين، ويخرج الدخان" الاسود" ببيان انقلابي واضح المعالم والتوجهات .

خلفيات واضحة بين اسطر البيان الانقلابي، اذا جاز التعبير، تحمل اكثر من رسالة، وتذهب أبعد من المحطة المرحلية للقاء بعبدا الخميس. رسائل تتقاطع عند اهدافها قوى داخلية وخارجية، من باب المصلحة دون الحاجة الى تنسيق، حول المصير الذي ينتظر الرئاسة في الفترة المقبلة، مع فتح معركة الرئيس عون شخصياً. وهنا لا شك ان الرئيس السنيورة لعب دوراً اساسياً استناداً الى اتصالاته الخارجية وعلاقاته الدولية للحصول على الغطاء اللازم للسير في هكذا قرار.

هكذا تكون نتائج النهاية قد ظهرت، مزيد من "التهشيم" للرئاسة الاولى، وحزب خرج الرابح الوحيد بنجاحه بإخراج البحث في قانون قيصر خارج التداول في ضربة ثانية، بعد شل عمل اللجنة الوزارية. فمن اوقع الرئيس عون للمرة الثانية في الفخ؟ وهل يعني ذلك ان المقاطعين هم مع الفتنة؟ وما هي اوراق بعبدا المستورة؟ وهل يمكن البناء على ذلك كمؤشر لتوجه خارجي معين؟

ورقة التوت التي ارادها "الجنرال" صورة جامعة وان شكلاً، سقطت رغم عنوان "درء الفتنة" التي ينبذها الكل ويلعنون موقظها عند كل محطة، حيث يبدو ان زمن بيع الاوراق لبعبدا قد انتهى بتقاطع مستور بين جميع الاطراف، في مقابل رئيس مصر على قراراته على قاعدة اللهم أشهد اني بلغت.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة