المحلية

الجمعة 10 تموز 2020 - 02:00

حزب الله ... وفخّ المطار

حزب الله ... وفخّ المطار

"ليبانون ديبايت" - وليد الخوري

لعلّها من المرّات القليلة التي تحظى زيارة قائد للمنطقة الوسطى في الجيش الاميركي الى لبنان بهذا الاهتمام وتثار حولها "زوبعة في فنجان ". فرحلة الضابط الاميركي ومرافقيه تندرج في الاطار البروتوكولي، للتعرف الى القيادتين السياسية والعسكرية اللبنانيتين، والتي سيكون له معهما في القادم من الشهور صولات وجولات، بعدما تأخر وصوله الى بيروت خمسة أشهر بسبب كورونا.

بالتاكيد يد الجميع كانت على قلوبهم، ليس بسبب "مسرحية" الاعتراض على طريق المطار التي كان معروف من لحظة الدعوة اليها انها مجرد رسالة اعلامية شكلية لن تقدم ولن تؤخر في مسار الاحداث وجدول المواعيد، رغم محاولة البعض تسجيل انتصار وهمي لا علاقة له بالواقع، بعدما وقع الداعون للاعتراض ومن خلفهم، في فخّ أميركي محكم، جعل ضباط الامن في عوكر يضحكون لساعات.

فحكاية زيارة التكريم لمكان استشهاد جنود المارينز، الذين حضروا الى بيروت بطلب لبناني شرعي ورسمي، وبغطاء دولي اممي، في مهمة لحفظ الاستقرار ومساعدة الشرعية، وهو ما يعرفه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن ظهر قلب، بعدما تدربت وحدات اللواء الثامن الذي كان يقوده مع المجموعة التي استهدفت في التفجير الارهابي، لم تكن سوى خديعة بحبكة ممتازة، لسببين أساسيين، الاول أن تاريخ تفجير مقر المارينز هو في 23 ايلول، وليس 9 تموز، والثاني، انه لا يوجد اي نصب في المكان المذكور ولم تبق اي معالم للمكان كما انه لم تتخذ اي اجراءات من هذا القبيل.

اما بالنسبة لاجبار الضيف على استعمال الطوافات للانتقال من المطار ، تضحك المصادر المعنية من الامر، مشيرة الى ان الاجراءات المتبعة منذ ما بعد تصفية قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني "تحظر" على المواكب الاميركية المرور في بعض المناطق، متابعة ان من انزل طوافة في عوكر لنقل عامر الفاخوري لن يكون من المستحيل عليه نقل قائد قيادته الوسطى من قبرص الى مهبط السفارة،خاتمة بان هبوط طائرة "السي 130" في مطار رفيق الحريري الدولي كانت رسالة واضحة للجميع وكذلك زيارته لرئيس الجمهورية هدفها إفهام من لا يرغب بالفهم باحترام واشنطن للسيادة اللبنانية وانها لن تسمح بسقوط الشرعية في يد ايران واتباعها .

في كل الاحوال فان الجنرال "كينيث" ترك انطباعات كثيرة عند من التقاهم، بطبيعة الحال لم يظهر الود الذي كان يبديه سلفه الجنرال جوزيف فوتيل ،الذي ربطته علاقة صداقة متينة مع القيادة العسكرية اللبنانية كما السفيرة الاميركية يومها، ما نتج عنه حماسة واضحة لدعم الجيش ولبنان. أمران لم يتغيرا اليوم مع الثنائي كينيث – شيا،رغم الطبيعة اللافتة لشخصين "ما بيضحكوا لرغيف السخن". فقد سبقت الجنرال ماكينزي الى بيروت سيرته وصفاته، هو المعروف بجديته، رصانته، تطرفه في ما خص الملف الايراني، واصراره على انجاز مهماته، والتي بحسب المسؤولين في واشنطن تتلخص بأمرين اقله حتى الساعة: الاستمرار بدعم الجيش اللبناني، وتقويض نفوذ طهران في لبنان وبالتالي اتخاذ الخطوات اللازمة في شأن ذلك بما فيها التعامل مع ملف حزب الله، هو الذي مهد لزيارته بالتغريد:" إيران تستخدم قوات بالوكالة، مثل الحوثيين أو حزب الله. إنها تسلحهم بطائرات مسيّرة، وبأسلحة دقيقة وذخائر أخرى وفقاً للتقارير".

بطبيعة الحال كان وزير الخارجية بومبيو، الذي يعتبره بعض اللبنانيين من حلفاء حارة حريك "حليفا" له باعتباره اكثر ليونة، يعلنها واضحة، دعم للبنان الحر لمنع سقوطه في يد حزب الله، تحوّل اميركا الى الفعل بعد الكلام، لا نفط من طهران او بغداد، لا اعفاءات حول قانون قيصر، فيتو على حكومة دياب سعياً لتشكيل حكومة ناجحة بالتعاون مع الشعب اللبناني، وصفتها "دورا" بالاختصاصيين ،"ونقطة عالسطر".

رغم ان ثمة من يراهن على مفاوضات سرية اميركية – ايرانية تحت الطاولة ستنتج حلًا قريباً ، اولى بوادره الحسنة اطلاق رجل الاعمال قاسم تاج الدين، وهو ما يخالف كل الحقيقة ، مع جزم الوزير بومبيو بأن لا صفقة وراء ما حصل، بل تنفيذ لقرار قضائي، مشددا على ان العقوبات ستبقى مفروضة عليه وعلى كل من يتعامل معه،ما يعني عمليا ان لا قيمة للافراج عنه.

من رئاسة الأركان المشتركة في البنتاغون، الى "سنتروم"، لم يتغير الجنرال الاميركي ابدا، بل اصبح اكثر اصراراً و"عناداً" على تطبيق مبادئه ورؤيته في المنطقة، من الانتقال من "مبارزة الردع " مع طهران الى تغيير قواعد اللعبة وهو ما بدأ فعلا، سواء في اليمن، في سوريا التي يعتبر انها مقدمة على ثورة جوع جديدة، او في لبنان حيث قرار المواجهة مع حزب الله متخذ ولا عودة عنه.

فبالنسبة للمسؤولين الاميركيين رحلة التغيير قد انطلقت وعلى القيادات اللبنانية والسلطات الرسمية في الدولة ان تدرك جدية الخطوات الاميركية، كما التغييرات الدراماتيكية الحاصلة على صعيد السياسة الخارجية، بما يتناسب مع مصالح الامن القومي لواشنطن وحلفائها، ولبنان من بينهم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة