ليبانون ديبايت - وليد الخوري
قبل أن يجفَّ حبر المطبّلين والمزمّرين لقلب السراي الطاولة على رأس السفيرة الاميركية، وانعطاف الولايات المتحدة المفاجئ بمعية "روح الله"، أخرج قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال "كينيث ماكينزي"، بعيد ساعات من مغادرته لبنان، "أرنباً أسوداً" مكشراً عن أنيابه، محبطاً عزائم أهل الهمّة من ذوي الممانعة والمواجهة مع الإمبريالية الإستعمارية الإنعزالية.
فرغم كل ما قيل ورافق الوفد العسكري الإميركي، الذي شغل باله موضوع الكمامات وإجراءات مواجهة كورونا، أكثر من اهتمامه بسلامة التنقل التي أعاقها تحرك فولكلوري يناسب مطلقيه ومؤيديه، بقيت الزيارة مميزة في الشكل، وفي المواقف التي تلتها، والتي يمكن تصنيفها بالنوعية مقياساً لتلك الأخيرة التي أطلقها سلفه "الصديق جوزيف فوتيل"، بما يتناسب والتجديد الذي لحق بأسطول سيارات السفارة المصفّحة والتي كان له امتياز استعمالها لأول مرة.
فجوزيف فوتيل الذي غادر في زيارته ما قبل الاخيرة لبنان الى اسرائيل ،"محذراً" تل أبيب من المسّ بالجيش اللبناني الشريك الإستراتيجي، خلافاً لماكينزي الذي قالها صراحةً "مهددا بالمقلوب" هذه المرة، معبراّ أن "أي عمل عسكري ضد إسرائيل سيكون خطأ كبيراً ولن تكون نهايته جيدة للبنان وللحزب ومناصريه".
فهل هناك أبلغّ من هكذا كلام؟ وهل قرأت السراي بمستشاريها وخبرائها جيداً ما قيل؟ أم أن اللغة خانت هذه المرة كبيرهم؟ وهل ما زالت قناعة المحور أن أميركا "خافت و زمتها"، بعدما" زفت" سفيرتها في مقدمة جلسة مجلس الوزراء؟
بالتأكيد" جماعة الصمود والتصدي "راكبين راسن" أن المعركة انتهت، واشنطن اندحرت، المؤامرة الكونية سقطت، وبشائر النصر مليارات كويتية وقطرية، ومشتقات نفط عراقية، ومساعدات فرنسية- أوروبية.
ولكن فات "الإخوان" أن العصا التي حملها ماكينزي معه إلى السراي بتجاهل مقصود لعدم زيارتها، مقابل جزرة زيارة بعبد وعين التينة، ورغبة بلقاء لفترة أطول في اليرزة حالت دونه المواعيد، كانت أبلغ من أي كلام "تضليلي" أطلق، وهو أن دل على شيئ يدل على أن الكثيرين في واشنطن "مش قاريين الحكومة".
الغريب أن كل ذلك تزامن مع زيارة إلى الكويت لموفد بعبدا لا الحكومة اللبنانية، يبين التمعن في صور لقاءاتها التي نشرت، طبيعتها التي ستظهر قريباً، يضاف إليها زيارة لوفد عراقي شكلت" بلفة مرتبة للبنانيين" الذين سيكتشفون قريباً حقيقة دوافعها وأسبابها ،من وراءها وجدولها الحقيقي.
إذا كان اللبيب من الإشارة يفهم، فيبدو أن الوضع في لبنان مختلف سواء بالغمز أو المباشر، أقله وفقاً للسان حال الموفدين من سفراء ومسؤولين، الذين عند سؤالهم عن انطباعاتهم يعالجّنك فورا بجواب واحد "غريب أمرهم بتحكيهم ما بيفهموا".
هي لعبة مقامرة تلعبها الحكومة، على طاولة "بوكر" لن تبقي شيئا لإنها "خايبة خايبة"، مهما حاولوا تسويقها على أنها "مال نظيف". فمتى يرتاحون ويريحون البلاد، بعدما انكشفت كل الأمور والوقائع من حقيقة التكليف الى طريقة التأليف، التي "زحط" الجميع على "قشرة موزها الإميركية.".... ففالج لا تعالج...
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News