رصد

placeholder

الحرة
السبت 29 كانون الثاني 2022 - 18:53 الحرة
placeholder

الحرة

صراع الهوية.. استقلال أوكرانيا الثقافي يقوض حجج بوتين

placeholder

تفسر التغييرات الثقافية الواضحة في أوكرانيا التي باتت تحتفظ بهوية وطنية خاصة بها، موقف الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، المتشدد تجاه كييف.

ومنذ أن غزت روسيا أجزاء من البلاد لأول مرة في عام 2014، قطعت أوكرانيا العلاقات الثقافية مع حاكمها الإمبراطوري القديم وطوّرت إحساسا أقوى بما يعنيه أن تكون أوكرانيا.

وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن هذا يقوض الحجة التي يستشهد بها بوتين بشكل روتيني كمبرر لتدخلاته في شأن جارته: الأوكرانيين هم في الأساس روس.

وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن الأوكرانيين سلكوا طريقا طويلا وهم يكافحون لقرون لتأكيد هويتهم الوطنية المستقلة بعيدا عن حكم روسيا والإمبراطوريات الأخرى.

وأخمدت العديد من المحاولات لإنشاء دولة أوكرانية خلال حقب سابقة في وقت تقمع فيه الثقافة الأوكرانية. في الحقبة السوفيتية، كان الترويج للأوكرانية كهوية مميزة مهمة خطيرة تنتهي في كثير من الأحيان بمعسكرات العمل في سيبيريا، في حين أن الدعاية الرسمية غالبا ما تصور الثقافة الأوكرانية على أنها فضول شعبي.

"البلد يتغير"
في السنوات الثماني اللاحقة لغزو روسيا، هدم الأوكرانيون مئات تماثيل لينين وغيروا أسماء المدن والشوارع المرتبطة بالماضي السوفيتي للبلاد. وأصبحت لغة المحادثة في كييف هي الأوكرانية بشكل متكرر بعد أن كانت اللغة الروسية هي الغالبة قبل عقد من الزمن.

في عام 2019، فازت البلاد بكنيستها الأرثوذكسية بعد قرون كان المؤمنون فيها جزءا من موسكو.

في العام الماضي، كتب بوتين مقالا من 7000 كلمة يصف أوكرانيا بأنها من صنع القادة السوفييت الذين يتألفون إلى حد كبير من أراضي روسية تاريخية. وانتقد التغييرات الثقافية في كييف، مشيرا إلى أنها كانت مدفوعة من قبل القوميين المتطرفين وجزء من مؤامرة من قبل وكالات الاستخبارات الأجنبية لتقسيم البلدين.

في ديسمبر، أعلنت النسخة المحلية من مجلة "إيل" على غلافها أنها ستنشر فقط باللغة الأوكرانية، وليس الروسية.

لطالما تم الازدراء الأوكرانية باعتبارها لغة القرويين غير المتعلمين بينما كان يُنظر إلى اللغة الروسية على أنها لغة النخبة الحضرية.

وتشترك الأوكرانية كثيرا مع الروسية، بما في ذلك استخدامها للكتابة السيريلية، لكن معظم اللغويين يقولون إنها لغة منفصلة لها العديد من التأثيرات الإقليمية الأخرى، بما في ذلك البولندية.

وقالت رئيسة تحرير مجلة "إيل"، سونيا زابوجا، إنه منذ عام 2008، اتخذت قرارا بالسماح للمؤلفين باختيار اللغة التي يفضلون الكتابة بها.

وقالت زابوجا إن أحداث 2014 كانت بمثابة "دفعة قوية" ساهمت في تغيير "الكثير من الناس موقفهم وفهمهم لما هو أوكراني".

وانعكست التغييرات الثقافية في التحولات السياسية والاقتصادية. فقبل عام 2014، أظهرت استطلاعات الرأي انقساما تقريبا في التأييد بين الأوكرانيين للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أو الكتلة الاقتصادية التي تقودها موسكو.

لكن في استطلاع أُجري في نوفمبر، فضل 58 بالمئة من الأوكرانيين الاتحاد الأوروبي، و 21 بالمئة المجموعة الروسية. وتظهر بيانات استطلاعات الرأي أنه حتى الأشخاص في الجنوب والشرق، حيث يوجد العديد من العرقية الروسية والمتحدثين بلغتها، يؤيدون الاتحاد الأوروبي الآن.

وتوسعت الآفاق بعد أن فتح الاتحاد الأوروبي السفر مع أوكرانيا دون تأشيرة في عام 2017 ووسعت شركات الطيران منخفضة التكلفة رحلاتها إلى المدن الأوروبية.

وبات مئات الآلاف من الأوكرانيين يدرسون ويعملون الآن في بولندا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى.

وفي الوقت ذاته، قادت وزارة الخارجية حملة ضد التهجئات الروسية للأسماء الأوكرانية، مما دفع العديد من وسائل الإعلام والمطارات الأجنبية إلى التحول إلى تسمية العاصمة الأوكرانية "Kyiv" بدلا من "Kiev".

وتدفق الصادرات الأوكرانية في الغالب إلى أوروبا أكثر من روسيا. ففي عام 2020، تجاوزت المبيعات إلى بولندا، الجار الغربي الأصغر لأوكرانيا، الصادرات إلى روسيا.

والآن، تحشد روسيا أكثر من 100 ألف جندي حول الحدود مع أوكرانيا كمقدمة محتملة لغزو آخر بعد الاجتياح الأول عام 2014 والاستيلاء على جزء من أراضي البلاد.

وقال وزير الخارجية الأوكراني السابق، بافلو كليمكين، "الساعة تسير ضد بوتين"، مردفا أن "البلد يتغير".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة