في هذا الإطار، أكّد الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة أن الموفد الأميركي توم باراك، الذي وصل إلى بيروت ظهر اليوم الأحد، سيستلم الرد اللبناني الرسمي النهائي، الذي يتضمّن الملاحظات على الورقة الأميركية المطروحة ضمن مساعي التهدئة الإقليمية".
وأشار حمادة، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، إلى أن هناك معلومات تم تسريبها خلال الساعات الأخيرة حول مضمون الرد اللبناني، لافتًا إلى أن ملف نزع سلاح "حزب الله" لا يزال يُشكّل عقدة داخل السلطة اللبنانية، في ظل غياب توافق واضح حول كيفية مقاربته أو التفاهم بشأنه.
وفي ما يلي أبرز النقاط التي كشف عنها حمادة من مضمون الرد اللبناني:
تأكيد لبنان على ضرورة انسحاب إسرائيل من المناطق التي لا تزال تحتلّها في الجنوب اللبناني.
التشديد على تحرير الأسرى اللبنانيين المعتقلين لدى إسرائيل، لا سيما أولئك الذين أُسروا خلال الحرب الأخيرة.
مطالبة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته في ملف إعادة إعمار ما دمّرته الحرب، وتقديم الدعم للبنان في هذا الإطار.
إبداء استعداد لبناني لتنظيم العلاقة مع سوريا وترسيم الحدود المشتركة، وهو ما اعتبره حمادة أمرًا بديهيًا لا يحتاج إلى وساطة أميركية، نظرًا لحجم الملفات العالقة بين البلدين.
الدعوة إلى وضع برنامج تنفيذي عملي لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، بدعم من المجتمع الدولي، نظرًا للأعباء الهائلة التي يتحمّلها لبنان جراء هذا الملف.
مطالبة بضمانات أميركية تتعلّق بوقف الضربات الإسرائيلية بشكل نهائي.
أما في ما يخصّ مسألة سلاح "حزب الله"، فقال حمادة: "يبدو أن الطرف اللبناني لم يلتزم بما هو مطلوب، وهو وضع برنامج زمني يحدّد متى يُستكمل نزع السلاح في جنوب الليطاني، ومتى يبدأ مسار نزع السلاح في بقية المناطق اللبنانية شمال الليطاني. هذا الأمر لم يتم التطرّق إليه، ولم تُعلن الحكومة اللبنانية أو السلطات الرسمية أنها ضد نزع السلاح، لكنها لم تضع برنامجًا تنفيذيًا واضحًا، ولم تقل: "هذا هو برنامجنا وسنبدأ بتنفيذه في الوقت المعين".
وفي ضوء كلمة نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، رأى حمادة أن موقف الحزب كان واضحًا وصريحًا، ويتّسم بعدم ترك أي مجال للّبس، إذ رفض الحزب تسليم سلاحه أو حتى النقاش فيه، قبل تحقيق سلسلة طويلة من الشروط. والأهم، بحسب حمادة، أن "حزب الله" بدأ يتبنّى سردية جديدة، يعزّزها في خطاباته ومواقفه، مستفيدًا ممّا يجري في سوريا، حيث بدأ يروّج لفكرة أن هذا السلاح لم يعد فقط للدفاع عن لبنان في وجه إسرائيل، بل أيضًا في وجه سوريا، أو أي طرف قد يحاول اجتياح لبنان من جهة البقاع عبر الحدود الشرقية.
وأضاف: "الشيخ نعيم قاسم أعلن صراحةً في خطابه أن نزع السلاح ليس مطروحًا على جدول أعمال الحزب، ما شكّل رسالة سياسية واضحة إلى الداخل والخارج، مفادها أن الحزب غير مستعد للتعامل مع هذا الملف في المرحلة الحالية".
وأشار حمادة إلى أن "حزب الله" يخشى اليوم من حصار متعدد الاتجاهات: من الجنوب عبر إسرائيل، ومن الشرق والشمال عبر سوريا، معتبرًا أن ما حصل في السويداء شكّل عاملًا إضافيًا يدفع الحزب إلى التمسّك أكثر بسلاحه.
وعليه، ختم حمادة بالقول: "لبنان أمام معضلة كبيرة ومعقّدة في ما يخصّ مستقبل سلاح حزب الله، خاصة أن أحداث السويداء أعطت الحزب ذريعة سياسية وأمنية إضافية للتشبّث بسلاحه ورفض أي نقاش جدي أو زمني بشأن تسليمه"، معتبرًا أن "زيارة توم باراك هذه المرّة ستكون بلغة ولهجة جديدة، شبيهة بلغة مورغان أورتاغوس".