وفي هذا السياق، يطرح الصحافي والمحلّل السياسي جورج علم، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، جملة من الملاحظات المرتبطة بمسار باراك وتحركاته الأخيرة في المنطقة.
ويقول علم: "النقطة الأولى التي يجب التوقف عندها هي،من هو توم باراك؟ هل هو مجرّد ناقل رسائل بين الأطراف؟ أم أنه مفاوض فعلي، يتحرّك بين بيروت وواشنطن وتل أبيب، كما كان يفعل آموس هوكشتاين في ملف الترسيم البحري؟ أم أن دوره يندرج ضمن محاولة لإشغال المسؤولين اللبنانيين في لعبة سياسية، بينما تُرسَم خرائط جديدة في المنطقة بدأت مع الحرب الإسرائيلية – الأميركية على إيران؟"
وفي ما خصّ اتفاق وقف إطلاق النار، يلفت علم إلى أن "الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه سابقًا كان يتضمن آليات تنفيذ واضحة من الأطراف الثلاثة: الدولة اللبنانية، المقاومة، وإسرائيل. ويتساءل: "لماذا يُطلب اليوم من لبنان فقط تقديم آلية تنفيذية جديدة؟ علمًا أن الدولة اللبنانية التزمت، والمقاومة لم تبادر بأي تصعيد، بينما إسرائيل ما زالت تمارس الاعتداءات اليومية على القرى الحدودية، وتواصل احتلال الأراضي اللبنانية".
ويضيف: "إذا كان الطرف المعتدي واضحًا، فلماذا يأتي الوسطاء إلى لبنان لتقديم الطلبات؟ المطلوب أولًا أن تتوقّف الاعتداءات الإسرائيلية، وأن تلتزم إسرائيل بتنفيذ القرار 1701، هل تريد واشنطن فعلًا دعم الدولة اللبنانية؟".
ويتابع علم طرح تساؤلاته: "هل الإدارة الأميركية جادة فعلًا في دعم قيام الدولة في لبنان؟ هل هناك إرادة فعلية بدعم الإصلاح والاستقرار والنهوض الاقتصادي؟ أم أن الهدف هو استمرار حال اللاستقرار؟ حتى اليوم، لا توجد مؤشرات حقيقية تدلّ على دعم للعهد الجديد، أو للحكومة، أو حتى لخطة إنقاذية واحدة".
ويشير إلى أن "كل الحديث اليوم ينصبّ على مسألة حصر السلاح، سواء سلاح حزب الله أو سلاح الفلسطينيين أو غيرهم، بينما لا يتوقّف العدوان الإسرائيلي، ولا تُقدَّم أي مساعدات دولية حقيقية للبنان، ومع ذلك، يُطلب من اللبنانيين تنفيذ التزامات معقّدة دون ضمانات، وكأن المطلوب هو دفع لبنان نحو أزمة داخلية خطيرة قد تتطور إلى فتنة وحرب أهلية".
ويختم علم قائلاً: "إذا لم تكن أميركا قادرة على إلزام إسرائيل بوقف عدوانها، فما الذي تطلبه منّا؟ سلاح حزب الله لن يُسلَّم وخصوصًا إذا كانت المفاوضات الأميركية – الإيرانية متعثرة. إيران لن تسمح بتسليم هذا السلاح في هذه المرحلة، فهل المطلوب دفع الأمور نحو الفوضى؟ نحو إسقاط الجيش؟ أو تفجير الداخل؟ نحن أمام أسئلة مصيرية، تتطلّب إجابات واضحة ومواقف صريحة، لا مضيعة للوقت ولا تحميل طرف واحد مسؤولية ما يجري".