انتقد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، في خطبة الجمعة، الأداء السياسي في لبنان، معتبرًا أن البلاد عاشت طويلًا بلا دولة حقيقية أو سلطة تتحمّل مسؤولياتها الوطنية والاجتماعية، بل كانت السلطة، كما قال، قائمة على "تقاسم المنافع والمصالح بين أطرافها" في وقت كان مصير الوطن على المحك بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة وغياب العدالة الاجتماعية والإنماء المتوازن في القرى.
وأشار الخطيب إلى أن السلطة في مراحل سابقة لم تتحمّل مسؤولية الدفاع عن لبنان أو تأمين مقومات الصمود، ما دفع اللبنانيين، ولا سيما في المناطق الجنوبية والحدودية، إلى النزوح مرارًا عن قراهم تحت وطأة العدوان الإسرائيلي وتدمير منازلهم وافتقاد الأمن والتنمية.
وتساءل: "اليوم هناك رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة ومجلس وزراء، لكن ما الذي تغيّر في نهج السلطة وتعاطيها مع المواطنين؟ هل وضعت السلطة سياسة لتجاوز الماضي وبناء دولة حقيقية، أم أنها تطبّق ما يُفرض عليها من الخارج؟". وأضاف: "مع كل الاحترام لفخامة الرئيس العماد جوزاف عون وخطابه، إلا أن القرار ليس بيد الرئيس وحده، فالحكومة هي السلطة الفعلية، ونحن ما زلنا نعيش تحت هيمنة العقلية الطائفية".
وأكد أن الطائفة التي يمثلها ليست مطمئنة "بالوعود"، داعيًا إلى خطوات عملية تحفظ كرامة الناس وأمنهم واستقرارهم. وقال: "بيوتنا ما زالت مهدّمة، وناسنا ما زالوا مهجّرين، والحكومة لم تضع خطة لإعادة الإعمار، بل تفرض قيودًا على إدخال أموال اللبنانيين من الخارج لإعادة ترميم منازلهم، وكأن القوانين تطبّق فقط على المال الآتي من المغتربين".
وطالب الخطيب بأن يكون "تطبيق اتفاق الطائف" أولوية على جدول أعمال مجلس الوزراء، لا مجرد شعار يُردّد، داعيًا إلى إقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي. واعتبر أن الخطابات وحدها لا تبعث الاطمئنان، بل المطلوب خطط للإسكان، وإعادة الإعمار، والترميم، وتخصيص ميزانية لهذه الملفات.
وحول السلاح، قال: "لسنا متمسّكين بالسلاح لمجرد التمسّك به، لكن كراماتنا وحياة أبنائنا وأمننا واستقرارنا وإعادة الإعمار مقدسة. حين تقوم الدولة وتتمكّن من حماية أبنائها، نستغني عن السلاح، لكن حتى اليوم لم تقدّموا ما يطمئننا بأن الدولة قادرة على القيام بواجبها".
وختم بالتأكيد على أن المطالبة ببناء الدولة كانت ولا تزال مطلبًا أساسيًا، وأن دعم الدولة قائم، لكن تحقيقها الفعلي لم يحصل حتى الآن، داعيًا إلى إجراءات عملية تثبت أن لبنان يسير على الطريق الصحيح.