قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي، خلال حفل تكريمي أقامه حزب الله في بلدة كفرتبنيت للشهيد محمد حسين ياسين، إن خيار "الشهادة والمقاومة"هو "خيار ثقافي وإيماني قبل أن يكون سياسة أو خيارًا عسكريًا"، معتبراً أن مواجهة «العدو الإسرائيلي» قدر لا مفرّ منه.
واستشهد جشي بمواقف مرجعيات دينية إقليمية لوصفها العدوَ بـ"الشر المطلق"و"غدة سرطانية"، مشدداً على عدم قابليته لأي تفاهم أو تعايش، ورأى أن السياسة الأميركية في المنطقة تقوم على فرض السلام بالقوة، "فالسلام عندهم لا يقوم على العدل بل على الاستسلام والخضوع".
وأشار النائب إلى أن لا دولة بمنأى عن مخاطر المشروع الأميركي -الإسرائيلي الذي، بحسبه، يستهدف "نزع سلاح"حزب الله وتصفية القضية الفلسطينية أوسع مما يُعلن، مستشهداً بتصريحات قادة إسرائيليين تحدثوا عن تصفية محور المقاومة وخطط جيوسياسية تطال حدود لبنان.
ورأى جشي أن "هامش المناورة" ضيّق أمام حماس، لكنه أكّد أن «ورقة الأسرى» ما تزال بيدها. وأبدى أسفه لتماهي «بعض أركان السلطة» مع ما وصفه بالمشروع الخارجي، محذراً من أن أي محاولة للنأي بالطبقة السياسية عن تبعات القضاء على سلاح المقاومة ستنعكس سلباً على لبنان كله.
وشدّد على أن «الخيار الوحيد أمام اللبنانيين هو التمسّك بالمقاومة وسلاحها دفاعاً عن الوجود والمبادئ»، مشيراً إلى أن التخلي عن السلاح يعني بحسب قوله "الخنوع والاستسلام"، وأن الوعود الأميركية عن الأمن والرفاه "مجرد خداع" قد يفضي إلى "القتل والترحيل والتهجير"إذا ما تمّ التفريط بالسلاح.
تطرّق جشي أيضاً إلى الملف الإيراني، معتبراً أن الضغوط الأميركية على المشروع النووي جزء من مسعى لإخضاع المنطقة والسيطرة على مواردها ومقدراتها، وأن الخطاب الإسرائيلي يتكامل مع هذا المشروع لفرض هيمنة إقليمية.
تصريحات جشي تعكس لهجة موقفية قائمة على مقاربة دفاعية واستراتيجية ترتكز على مفهوم "الوجود والدفاع" المرتبط بسلاح المقاومة، وهو خطاب يتقاطع مع تيارات داخلية وخارجية سياسية وشعبية.
مثل هذه المواقف قد تزيد تعقيد المشهد السياسي الداخلي، لا سيّما في ظلّ الانقسام على مستوى السلطة ووجود أطراف تربط بين سلة الأمن الوطني وإجراءات سياسية وإقليمية أوسع.
عملياً، أي خطاب يؤكد عدم القبول بـ"نزع السلاح" يُبقي مسألة السلاح والشرعية الدستورية كعصبٍ للخلافات المقبلة — بما في ذلك تأثير ذلك على الانتخابات النيابية، ملف النازحين، واستقرار المناطق الحدودية.