حسن شفيق ايوب، إسم"ذاع صيته" من بين المتهمين بالعمالة لصالح العدو الاسرائيلي، بعدما واكبته طائرة مسيّرة للدخول الى الاراضي الفلسطينية المحتلة عبر فتحة في جدار يقع على حدود بلدة رميش الجنوبية حيث استلم حقيبة بداخلها مخبأ سري يحوي على مبلغ 2500 دولار اميركي ، ليعود بعدها الى لبنان بالطريقة نفسها قبل ان تلقي مخابرات الجيش القبض عليه .
"راحت السكرة وإجت الفكرة"، جملة يرددها ايوب اكثر من مرة اثناء استجوابه امام المحكمة العسكرية برئاسة العميد وسيم فياض والمستشار المدني القاضي اياد البردان وممثل النيابة العامة القاضي نضال الشاعر، وبحضور وكيلته المحامية فاديا شديد، قبل ان يتلو فعل الندامة على ما قام به، ليؤكد في الوقت نفسه بانه "لم يؤذ احدا"، وانما حاجته الى المال من اجل طفليه القصّر دفعته الى الارتماء في أحضان"مارك" احد ضباط الموساد الاسرائيلي"لليلة واحدة".
المفارقة في قضية ايوب ان مرض طفله بعد يوم من مقابلته "مارك"، منعه من الاستمرار في جريمته، وحِكمة زوجته ورشدها ، كما وصفتها وكيلة المتهم، أنقذته من الغوص في وحل العمالة حين نصحته بإبلاغ الحزب"حزب الله" وتسليم نفسه، لتصل المحكمة الى قناعة تُرجمت في حكمها الذي اصدرته مساء امس على ايوب الذي قضى بسجنه ستة اشهر فقط، علما انه موقوف منذ التاسع من كانون الثاني الماضي ويكون بذلك قد امضى محكوميته.
لا يتردد ايوب في الاعتراف بانه أخطأ، انما"انا لم أتعامل بس كان بدي سجّل اولادي بالمدرسة"، بالحصول على مبلغ 2500 دولار من مشغّله "مارك" ، ليبقى هذا المبلغ كما هو في الحقيبة التي تم ضبطها اثر توقيفه.
كان مطلب "مارك" من ايوب ان ينسخ مقالات لاشخاص على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحرض ضد "حرب الإسناد" و"حزب الله"، وهو كان تعرف عليه بعدما "إصطاده" الضابط الاسرائيلي الذي قال عنه المتهم انه يتحدث اللهجة اللبنانية، من خلال منشور لجمعية اوروبية تُعنى بمساعدة النازحين والمهجرين من الجنوب ، وبعد موافقة "الجمعية" على مساعدة ايوب ماديا مقابل شروط رفَضَها المتهم في البدء ثم وافق عليها تحت ضغط الاعباء المدرسية لولديه.
في تلك الليلة يوم رأس السنة 2025 ، توجه ايوب بدراجته النارية الى رميش بعدما اوهم زوجته انه سيقصد اقرباء له في الجنوب لمساعدته ماديا، وبوصوله الى المكان كانت مسيرة تدله على الطريق التي ضلّها في البدء واراد العودة، لكن مارك ابلغه بانه بات قريبا منه. قابل حينها ايوب شخصين يتحدثان"عربي مكسّر" جرّداه من ملابسه، ثم شاهد عسكريين و"متت رعبة"، وبعدها حضر مارك ونقله الى منزل نفى ان يكون داخل اسرائيل انما الجدار الذي دخل عبره يبعد عن المنزل حوالي 300 متر.
في تلك الليلة اليتيمة، ابلغه مارك ان شخصا سيحضر ويزوّده بأسماء الذين سينسخ عن صفحتهم مقالات وينقلها الى صفحاته على مواقع التواصل، مضيفا بانه اراد العودة لكنه خشي من قتله. وفي اليوم التالي اتصل بزوجته فأبلغته ان ابنه علي مريض وبحاجة للدخول الى المستشفى فإرتعب، وابلغ مارك بالامر الذي سمح له بالعودة شريطة ان يعود اليه، وسلمه حقيبة بداخلها 2500 دولار . وعندما عاد الى منزله ابلغ زوجته بما حصل معه فأنبته وطلبت منه ابلاغ الحزب .
وفي دفاعها عنه اعتبرت المحامية شديد ان الحاجة دفعت بموكلها الى البحث عن قوت لاولاده، وان مرض ابنه أعاده الى منزله ، ولم تتوافر لديه نية التعامل،مؤكدة بانه لم يدخل الى الاراضي الفلسطينية المحتلة انما التقى مارك في لبنان. وتحدثت عن شروط تهمة االتعامل ورأت انها غير متوافرة في حالة موكلها كونه لم يقم بأي مهمة لصالح العدو ، وطلبت اعتبار فعله ينطبق على المادة 272 وإعفائه من العقوبة كونه ابلغ السلطات ما يجعله مستفيدا من العذر المخفف.