اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الجمعة 10 تشرين الأول 2025 - 09:20 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

"الخيانة": المقال الذي أشعل حربًا بين الأطباء الإسرائيليين

"الخيانة": المقال الذي أشعل حربًا بين الأطباء الإسرائيليين

أثار مقال نُشر مؤخرًا في المجلة الطبية الأميركية العريقة New England Journal of Medicine عاصفة من الجدل في الأوساط الطبية الإسرائيلية، بعدما شبّه الدمار في قطاع غزة بالخراب الذي لحق بهيروشيما وناغازاكي، واعتبر أن ما تقوم به إسرائيل يصل إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية.


المقال، الذي حمل عنوان "نقف إلى جانب زملائنا في غزة – نداء إلى المجتمع الطبي الأميركي"، شارك في كتابته أربعة أطباء، من بينهم اثنان من أصول إسرائيلية – يهودية يعملان في جامعتي هارفارد وييل، بالإضافة إلى طبيبة بدوية إسرائيلية من مستشفى سوروكا في بئر السبع، وطبيب أميركي آخر. واعتبر الكتّاب أن مستوى الدمار في غزة "يشبه ما خلّفته القنابل الذرية في هيروشيما وناغازاكي، أو ما حدث في حلب والموصل وسراييفو وكابول"، ووجّهوا انتقادات إلى صمت المجتمع الطبي الدولي تجاه ما يجري "فقط لأن الضحايا ينتمون إلى الجانب الخطأ".


كما استند المقال إلى تقارير من منظمات حقوقية فلسطينية ولجنة التحقيق الأممية، ليتهم إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب وارتكاب "إبادة جماعية" ضد المدنيين في القطاع، مشيرًا إلى أعداد كبيرة من الأطفال الذين ماتوا جوعًا أو قضوا نتيجة القصف.


هذه الاتهامات أثارت غضب البروفيسور عميد شجاف، مدير قسم أمراض القلب في مستشفى شيبا ورئيس الجمعية الإسرائيلية لأمراض القلب، الذي هاجم أحد كتّاب المقال، البروفيسور نفتالي كامينسكي من جامعة ييل، في رسالة إلكترونية اعتبر فيها أن ما قام به "لا يقل عن الخيانة". وكتب شجاف:

"الجيش الإسرائيلي هو الأكثر أخلاقية في العالم، ونحن ندفع بحياة جنودنا لتجنّب إيذاء الأبرياء. قمنا بإجلاء سكان وتحذيرهم قبل كل هجوم. للأسف، سقطتَ في فخ الروايات المزيفة القادمة من غزة".


وأضاف شجاف: "المدنيون في غزة، بمن فيهم موظفو الأونروا وأفراد القطاع الصحي، هم بمعظمهم مؤيدون لحماس. الادعاء بوجود مجاعة في غزة غير صحيح إطلاقًا". وختم بالقول: "في هذه الأيام، وأنت كإسرائيلي سابق، فإن ما فعلته لا يقل عن خيانة".


من جانبه، ردّ كامينسكي على هذه الاتهامات بالقول: "لم نرغب يومًا بكتابة هذا المقال، وكنّا نتمنى لو لم تكن هناك حاجة له، لكنه جاء تحذيرًا من كارثة إنسانية من صنع الإنسان تجري في غزة". وأضاف: "حاولنا لفت الانتباه إلى قيم الطب العالمية: حماية حياة البشر، حماية الطواقم الطبية وضمان الحياد الطبي في أي ظرف. من واجبنا كأطباء ألا نصمت أمام معاناة إنسانية، أيًّا كان مصدرها".


كامينسكي علّق أيضًا على حجج الجيش الإسرائيلي بشأن استخدام المستشفيات من قبل حماس، قائلًا: "بحسب القانون الدولي، لا يجوز مهاجمة مستشفى إلا إذا وُجدت أدلة دامغة على تهديد مباشر. وجود مخزن أسلحة لا يبرّر تدمير منظومة طبية بأكملها".


هذا الجدل، الذي تجاوز حدود النقاش الأكاديمي، يعكس الانقسام العميق داخل المجتمع الطبي الإسرائيلي حول الموقف من الحرب على غزة، بين من يبرّر الإجراءات العسكرية ومن يرى فيها انتهاكًا خطيرًا للقيم الإنسانية والمهنية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة