أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، خلال إحياء "حزب الله" الذكرى السنوية لشهداء بلدة كفرا، أن "قضية حماية الجنوب وإعادة إعماره هي بقدسية دماء الشهداء الذين بذلوا أنفسهم لمنع احتلال أرضه وتهجير أهله، وأن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة تهدف للضغط على لبنان لجرّه إلى مفاوضات سياسية ولمنع أبناء الجنوب من العودة إلى قراهم، ولكن الجنوبيين متمسكون بأرضهم وسنقوم معاً بكل الجهود لإعادة الإعمار التي هي مسؤولية الحكومة ولديها الإمكانات للقيام بخطوات عملية للبدء بالإعمار".
وقال: "الجنوب سيبقى صامداً بفضل تضحيات المقاومين، ولكن على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها في الحماية والإعمار، ووجود أبناء القرى والبلدات الجنوبية في أرضهم اليوم هو ثمرة تضحيات المقاومين الذين واجهوا العدو، حيث تغلبت الإرادة الصلبة وروح الاستشهاد على آلة الحرب الإسرائيلية، وتمكن الشباب المقاومون بدمائهم من حماية الأرض، فالمقاومة وثبات الشعب هما من يبقيان أبناء الجنوب أعزاء في أرضهم رغم كل الظروف".
وأضاف فضل الله، "نحن لا ننكر الواقع، فقد أصبنا وتعرضنا لخسائر كبيرة، لكن النتائج لا تُقاس فقط بالأثمان. نعم، دفعنا أغلى الأثمان، وفي مقدمتها دماء سيد شهداء الأمة ووصيه والقادة والشباب والمدنيين، وما تكبدناه من دمار، لكنه كل ذلك يهون أمام قضية الوجود والكرامة والتمسك بالأرض".
وشدد على أن "الهدف الأسمى للشهداء هو نيل رضوان الله، ومنع احتلال الأرض أو طرد الشعب منها أو إهانة كرامته، وهذا ما لم يتمكن العدو من تحقيقه في الجنوب أو في غزة".
وأشار فضل الله إلى أن "الأسئلة المشروعة التي يطرحها الجنوبيون اليوم تتعلق بسبل حماية المدنيين والمنشآت، وكيفية انسحاب العدو من المواقع التي يحتلها في الجنوب". وبيّن أن "المقاومة، بعد وقف إطلاق النار، توافقت مع الدولة عبر الحكومة على اتفاق واضح ينص على الانسحاب ووقف الأعمال العدائية، وأن المقاومة سلّمت الدولة المسؤولية، لكن العدو تمادى في اعتداءاته واغتيالاته، فيما وقفت الدولة عاجزة عن القيام بواجبها رغم امتلاكها أدوات ضغط سياسية ودبلوماسية وإعلامية، وإن الضغط الإعلامي والسياسي والشعبي يجب توجيهه نحو مؤسسات الدولة لتتحمل مسؤوليتها، فالمقاومة منذ حركة الإمام المغيّب السيد موسى الصدر وحتى اليوم قامت بكل ما يمكن من أجل تحرير الأرض وحمايتها وإنمائها".
وسأل: "أفلا يحين الوقت ليكون لدينا دولة تتولى المسؤولية على الأقل في هذه المرحلة التي قالت الدولة إنها هي المعنية بتولي زمام الأمور؟ عندما نقوم بدور هو من مسؤولية الدولة نجد من يتهمنا بأننا نحلّ مكانها، في حين أن المطلوب أن تقوم هي بدورها".
وتابع: "إعادة الإعمار هو من مسؤولية الدولة عبر مؤسساتها. بعض الأطراف في لبنان يحمّلون حرب الإسناد مسؤولية الدمار، متجاهلين العدوانية الإسرائيلية، متسائلاً: بعد 27 تشرين الثاني، لم تكن هناك حرب إسناد، فلماذا استمر العدو في تدمير المنشآت المدنية؟ أليس لأنه يريد الجنوب فارغًا من شعبه؟".
وأشار فضل الله إلى أن "لبنان لا يزال يحتفظ بوزارة لشؤون المهجرين التي نشأت بعد الحرب الأهلية، وقد دفع الشعب اللبناني أموالًا طائلة لأجل من هُجّروا في حروب داخلية"، لافتًا إلى أن "بعض هؤلاء اليوم يستنكر دعوة الدولة لتحمل مسؤوليتها تجاه الجنوب ولم يجد غضاضة في تدفيع الشعب اللبناني ثمن حروبه الداخلية". وأكد أن "الحكومة قادرة على رصد مبالغ مالية ضمن موازنتها لإعادة الإعمار، حتى لو كانت العملية تمتد على مراحل، عبر دفعات متتالية لأصحاب البيوت المهدّمة، بما يؤكد قرار الدولة في تحمل مسؤولياتها تجاه شعبها وجنوبها".
وأوضح أن "موازنة الحكومة الحالية لم تُدرج هذا البند، لكن حزب الله وحركة أمل ملتزمان بجعل هذا الملف أولوية، خصوصًا فيما يتعلق بتعويضات البيوت المهدّمة، لتمكين المواطنين من بدء إعادة الإعمار".
أقام حزب الله احتفالًا تكريميًا لشهداء بلدة الطيري في ذكراهم السنوية، تحدث فيه النائب فضل الله الذي قال: "عندما تتعرض الدولة لعدوان خارجي تصبح المسؤولية على الجميع وضع الخلافات جانباً والتفرغ لردع العدوان، لكن في لبنان هناك من يريد الاستثمار على وقائع العدوان اليومية لتحقيق أهداف سياسية على حساب سيادة البلد".
وأشار إلى أن "الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية لن تدفع أهل الجنوب للتخلي عن أرضهم، ومهما كانت الأثمان فلن نسمح للعدو بالسيطرة عليها وسنعمل بكل الوسائل لإعادة إعمارها".
وقال: "حزب الله عند مسؤولياته والتزاماته تجاه أهل القرى والبلدات، وهو يتابع جهوده مع الدولة، وملف الإعمار في “أولوية الأولويات”، والجنوب سيُعاد إعمارُه، ولن نقبل أن تبقى البيوت مهدّمة مهما كانت الضغوطات أو الحصار أو الصعوبات".