أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، أنّ وقف إطلاق النار في قطاع غزة ما زال صامدًا، رغم الضربات الإسرائيلية المكثفة التي أودت بحياة عشرات الفلسطينيين.
وقال ترامب للصحافيين: "لا شيء سيهدد وقف إطلاق النار في غزة"، مشيرًا إلى أنّ الهجمات الإسرائيلية جاءت ردًّا على مقتل جندي إسرائيلي في رفح، وأضاف: "لقد قتلوا جنديًا إسرائيليًا، ولذلك ردّ الإسرائيليون، وكان عليهم أن يردوا. عندما يحدث ذلك، يجب عليهم الرد".
ورأى ترامب أنّ حركة حماس جزء صغير ضمن اتفاق الشرق الأوسط، مؤكدًا أنّ لإسرائيل الحق في الانتقام، ومضيفًا: "إن لم تلتزم حماس، سيتم القضاء عليها".
غارات دامية وسقوط عشرات القتلى
في المقابل، أفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل 37 شخصًا وإصابة العشرات، في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مدينتي غزة وخان يونس منذ مساء الثلاثاء، عقب اتهام تل أبيب حماس بانتهاك اتفاق الهدنة.
ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، سقط 30 قتيلًا على الأقل في الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي على أنحاء القطاع، بينما أعلن الدفاع المدني الفلسطيني مقتل 11 شخصًا في ضربات متفرقة، بينهم ثلاث نساء ورجل من عائلة البنا في حي الصبرة، ورجلان وامرأة وطفلان في قصف على شارع القسام بخان يونس.
كما أشار الدفاع المدني إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف استهدف شقة سكنية لعائلة القدرة في حي الأمل غرب خان يونس.
نتنياهو يأمر بالتصعيد وواشنطن تتابع
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وجّه الجيش إلى تنفيذ "غارات عنيفة" على غزة، في أعقاب مشاورات أمنية عقدها مع مسؤولين حكوميين، لبحث الرد على ما وصفته إسرائيل بـ"انتهاكات حماس".
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إنّ نتنياهو أطلع الإدارة الأميركية على تفاصيل الرد العسكري، فيما أكدت هيئة البث الإسرائيلية أنّ تل أبيب قررت توسيع المنطقة التي تسيطر عليها داخل قطاع غزة.
بدوره، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حركة حماس بمهاجمة القوات الإسرائيلية، متوعدًا إيّاها بدفع "ثمن باهظ".
أما حماس، فاتهمت إسرائيل بارتكاب "خروقات للهدنة"، وأعلنت إرجاء عملية تسليم جثة رهينة كانت مقررة مساء الثلاثاء، احتجاجًا على القصف.
وفي تطور ميداني إضافي، نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أنّ إسرائيل قصفت منطقة قرب أكبر مستشفى لا يزال يعمل في شمال غزة، مشيرة إلى أنّ عدد القتلى والمصابين غير معروف بعد.