زار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل بلدة حصارات في قضاء جبيل، ضمن جولاته في المنطقة، حيث التقى الأب جان عاصي الذي قدّم له "الإنجيل" هدية رمزية، ثم انتقل إلى منزل ذوي الشهيدين طوني ونعمان بولس.
وخلال اللقاء، أعرب باسيل عن تقديره لـ"التواضع والغنى بالشهادة" الذي لمسه في البلدة، قائلاً إنّه "نال من الأب عاصي هدية ثمينة هي الإنجيل"، في إشارة إلى رمزية اللقاء.
واختتم باسيل زيارته بحضور لقاءٍ شعبي في صالة كنيسة البيدر في حصارات، حيث ألقى كلمة أكّد فيها أنّ البلدة "تعكس أصالة اللبنانيين وتمسكهم بتقاليدهم وإيمانهم بالدولة والشرعية"، مضيفاً: "رأيت أناساً متمسكين بدولتهم ويزرعون أرضهم ويحافظون على قيمهم، وهذه البلدة تشبهنا بكل ما فيها من بساطة وكرم وانتماء ووفاء".
وشدّد باسيل على أنّ "حصارات وأهلها مؤمنون بالدولة والجيش والقوى الأمنية، وقد دفعوا ثمناً باهظاً في سبيل الدفاع عن الشرعية"، لافتاً إلى أنّ "الذين استُشهدوا فعلوا ذلك لأنهم اجتمعوا على مبدأ الدولة، وليس على أي انقسام أو مصلحة خاصة".
وأضاف: "نحن في معركة وجود وبقاء، ولا خيار لنا سوى الدولة والجيش لحماية سيادتنا وكرامتنا"، منتقداً ما وصفه بـ"الازدواجية في المواقف تجاه المؤسسة العسكرية"، موضحاً: "في العلن يُطلب من الجيش أن يحزم أمره ويطبّق القانون، وفي السر يُطلب منه أن يغض النظر، ما يضعه في إرباك بين المواقف الرسمية وغير الرسمية".
ورأى باسيل أنّ "السلطة المسؤولة في الأزمات يجب أن تُصارح شعبها بالحقيقة وتحدد ما يمكنها فعله وما لا يمكنها فعله"، مشيراً إلى أنّ "الشفافية هي التي تبني الثقة بين الدولة والمواطن، وتمنع الناس من اللجوء إلى الحماية الذاتية"، وأضاف: "هؤلاء الشهداء سقطوا ليبقى لبنان دولة نعيش فيها معاً بسلام وأمان".
وفي الشق الاجتماعي والاغترابي من كلمته، تطرّق باسيل إلى دور اللبنانيين المنتشرين في الخارج، قائلاً إنّ "الانتشار اللبناني هو مصدر غنى وركيزة أساسية لصمود لبنان"، موضحاً أنّ "أبناء حصارات المنتشرين في العالم حافظوا على ارتباطهم بجذورهم وساهموا في دعم لبنان خلال أزماته".
وأشار إلى أنّ "الانتشار اللبناني يمثل قيمة وطنية عليا، ومن هنا جاءت الجهود التي بذلها التيار الوطني الحر في وزارة الخارجية لتأمين تواصل المنتشرين مع وطنهم"، مؤكداً أنّ "المعركة من أجل ربط المغتربين بلبنان هي معركة هوية واستمرارية، وقد ضحّينا بمصالحنا الانتخابية في سبيلها".
وختم باسيل كلمته بالتأكيد على "ضرورة الحفاظ على علاقة اللبنانيين المنتشرين بوطنهم الأم"، قائلاً: "لسنا بحاجة فقط إلى أن نفكر كيف نعيدهم، بل أن نحافظ على تواصل دائم معهم، لأنّهم عمق لبنان وامتداده في العالم".
الـــمــــزيــــــــــد
