في إطار زيارة رسمية إلى العاصمة الروسية، قام وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بإزاحة الستار عن نصب تذكاري أُقيم في مقر سفارة بلاده في موسكو، إحياءً لذكرى سلفه الوزير الراحل حسين أمير عبد اللهيان، الذي قضى في كارثة جوية في أيار 2024.
وأقيم النصب التذكاري تحت عنوان "قائد الدبلوماسية الثورية الشهيد الدكتور حسين أمير عبد اللهيان"، عند مدخل قاعة التشريفات في مبنى السفارة الإيرانية، في خطوة رمزية تعكس المكانة التي حظي بها عبد اللهيان في السلك الدبلوماسي الإيراني.
وفي المناسبة نفسها، أُطلق اسم حسين أمير عبد اللهيان على المجمع السكني المخصص للدبلوماسيين الإيرانيين في موسكو، بحضور عراقجي وعدد من المسؤولين والدبلوماسيين الإيرانيين.

وكان وزير الخارجية الإيراني قد وصل إلى موسكو أمس الثلاثاء، في زيارة رسمية يلتقي خلالها نظيره الروسي سيرغي لافروف، إضافة إلى عقد لقاءات مع مجموعة من المسؤولين السياسيين والبرلمانيين والمثقفين الروس، وذلك في إطار مواصلة المشاورات الإقليمية المكثفة بين طهران وموسكو، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إيرانية.
يُعدّ حسين أمير عبد اللهيان من أبرز وجوه الدبلوماسية الإيرانية في العقد الأخير، إذ تولّى حقيبة الخارجية في مرحلة مفصلية اتسمت بتصاعد التوترات الإقليمية والدولية، وتنامي الشراكة الاستراتيجية بين إيران وروسيا. وقد لعب دوراً محورياً في تعزيز التنسيق السياسي والدبلوماسي بين البلدين، لا سيما في الملفات الإقليمية الحساسة، وفي مقدّمها الأزمة السورية، حيث شكّل التواصل المستمر مع موسكو ركيزة أساسية في مقاربة طهران للملفات الإقليمية.
وعلى مستوى العلاقات الثنائية، شهدت العلاقات الإيرانية – الروسية خلال سنوات تولّي عبد اللهيان وزارة الخارجية تطوراً ملحوظاً، تُرجم بتكثيف الزيارات المتبادلة، وتعزيز التنسيق في المحافل الدولية، وتوسيع مجالات التعاون السياسي والاقتصادي. ويُنظر إلى هذه العلاقة اليوم على أنها شراكة متعددة الأبعاد، تستند إلى تقاطع المصالح الإقليمية والدولية، في ظل المتغيرات المتسارعة على الساحة العالمية.