اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الأحد 21 كانون الأول 2025 - 22:53 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

بين التفاؤل والتحفّظ... ويتكوف يحدد أولويات السلام في أوكرانيا

بين التفاؤل والتحفّظ... ويتكوف يحدد أولويات السلام في أوكرانيا

في سياق المسار التفاوضي المتسارع لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية، جاءت المحادثات التي استضافتها ولاية فلوريدا الأميركية خلال الأيام الثلاثة الماضية، لتشكّل محطة متقدّمة في الجهود الدولية الرامية إلى بلورة إطار سياسي شامل لوقف النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.


وإعتبر المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عبر منصة "إكس"، يوم الأحد، إن اللقاءات التي جمعت مسؤولين أميركيين وأوروبيين وأوكرانيين كانت "مثمرة وبنّاءة"، موضحًا أن الوفد الأوكراني عقد سلسلة اجتماعات مكثفة مع الشركاء الأميركيين والأوروبيين، إلى جانب لقاء أميركي – أوكراني منفصل خُصّص لبحث الأطر الزمنية وتتابع الخطوات التنفيذية لخطة السلام المقترحة.


وشدّد ويتكوف على أن الرؤية الأميركية لا تقتصر على وقف الأعمال العدائية، بل تهدف إلى إرساء أسس استقرار طويل الأمد يضمن الأمن ويهيّئ الظروف لتعافي أوكرانيا وازدهارها في المستقبل، معتبرًا أن "أولوية الجميع هي وقف القتل وتأمين ضمانات أمنية حقيقية".


وتندرج هذه اللقاءات ضمن متابعة الخطة التي طرحتها واشنطن الشهر الماضي، والتي تضم 28 نقطة لإنهاء الحرب. غير أنّ النسخة الأولى من الخطة قوبلت بتحفّظ أوكراني وأوروبي، على اعتبار أنها تميل لمصلحة موسكو، ما دفع الإدارة الأميركية إلى إدخال تعديلات عليها بعد مشاورات مع كييف والاتحاد الأوروبي. في المقابل، اعتبر الكرملين أن التعديلات "غير بنّاءة"، ملمّحًا إلى صعوبة قبولها بصيغتها الحالية.


وفي هذا الإطار، أكدت موسكو أن مبعوثها كيريل دميتريف موجود في الولايات المتحدة حصراً لتسلّم التعديلات ونقلها إلى الكرملين، نافية وجود تحضيرات لمفاوضات ثلاثية مباشرة. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن دميتريف سيطّلع على ما أعدّه الأميركيون والأوروبيون ويبلغ القيادة الروسية به لاحقًا، مشددًا على أنه لم يحمل أي رسالة جديدة من الرئيس فلاديمير بوتين.


وعرضت وسائل إعلام روسية رسمية مشاهد لوصول دميتريف إلى نادي "شيل باي" الفاخر للغولف، المملوك لويتكوف، الشريك العقاري السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطوة عكست الطابع غير التقليدي للقناة المستخدمة لنقل الرسائل بين الطرفين.


في المقابل، أكد كبير المفاوضين الأوكرانيين رستم عمروف استمرار الاجتماعات في الولايات المتحدة، معلنًا عقد لقاء جديد مع الجانب الأميركي بمشاركة رئيس أركان الجيش الأوكراني أندري غناتوف، في إطار تنسيق المواقف العسكرية والسياسية بالتوازي مع المسار الدبلوماسي.


ورغم شحّ المعلومات المتوافرة عن النسخة النهائية من الخطة، تشير المعطيات إلى احتمال مطالبة كييف بتنازلات إقليمية محدودة مقابل ضمانات أمنية أميركية مباشرة.


وقد وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المحادثات بأنها "بنّاءة" وتسير بوتيرة سريعة نسبيًا، مع تأكيده أن نجاحها يبقى مرهونًا بمدى استعداد روسيا لاتخاذ قرار فعلي بإنهاء الحرب، لا الاكتفاء بإدارة الصراع.


تأتي هذه المحادثات في ظل حرب مستمرة منذ شباط 2022 بين روسيا وأوكرانيا، أدّت إلى تغييرات ميدانية واسعة وخسائر بشرية واقتصادية كبيرة، إضافة إلى تصعيد غير مسبوق في العلاقات بين موسكو والغرب. فبينما تواصل روسيا تمسكها بالمناطق التي سيطرت عليها شرق وجنوب أوكرانيا، تصرّ كييف، بدعم أميركي وأوروبي، على استعادة أراضيها كاملة ورفض أي تسوية تُكرّس وقائع عسكرية فرضتها الحرب.


هذا التباين الجوهري جعل أي مسار تفاوضي سابق يتعثّر سريعًا، رغم محاولات متعددة للوساطة الدولية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة