"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:
بساتين تفاح على "مدّ عينك والنظر", فلم يعد المزارع اللبناني يأبه لوفرة انتاجه الزراعي او للأوبئة التي قد تصيبه، بل بات تصريف ما أنتجه الموسم من محاصيل همّه الوحيد..
وكأن التفاح اللبناني لا يكفيه ما يعانيه من ارتفاع بشكل ملحوظ في كلفة الانتاج من جهة والمنافسة المحتدمة في الاسواق المحلية والعربية من جهة اخرى حتى يصطدم بتقاعس الدولة في تمويله وتأمين برادات لحماية الانتاج وحفظ المحصول لكي لا يباع بأبخس الأثمان كما حصل العام الفائت.
والخوف مما قد يترتب على كساد المزروعات، من اعباء اقتصادية في حال بقيت معلقة على الاشجار او طريحة الارض.. من كفرذبيان وجرود اللقلوق المرتفعة إلى العاقورة ومحيطها، يرسم على وجوه المزارعين ملامح موحّدة للخيبة.
المطلوب اليوم هو ايجاد حلول جذرية لازمة مزارعي التفاح, والحل هو اللجوء الى "خطة طارئة" عملية لتصريف التفاح قابلة للتنفيذ دون الـ 24 ساعة, بحسب ما أشار اليه رئيس الرابطة العالمية للاقتصاد في لبنان وعميد كلية ادارة الاعمال والاقتصاد في جامعة الحكمة البروفيسور روك-انطوان مهنا.
بعد التطرق الى الاسباب التي تؤثر على تصريف التفاح اللبناني, انطلاقا من "تقصير" الدولة مروراً بغياب التخطيط ان كان على صعيد القطاع او المزارعين, وصولا الى عدم وجود مصرف وطني للإنماء الزراعي او وجود تعاونيات زراعية وغيرها الكثير, طرح مهنا السبب الاهم "لو كانت التفاحة مش مسيحية كان الدعم اجا من وين ما كان", لافتاً الى ان الشمندر السكري والتبغ الذي تقل اهميته وفوائده عن التفاح يحظى باهتمام اكبر على كافة الاصعدة, لانه يزرع بغير المناطق المسيحية على عكس التفاح.
ويضيف مهنا رافعاً الصوت "التفاحة مش حرف ساقط", فالمسؤولية تقع على اكثر من جهة, والخطة الطارئة التي علينا البدء بتنفيذها بأسرع وقت ممكن تشمل معظم الوزارات والجهات "ليش هاملين التفاحة هيك؟".
أما من الحلول التي طرحها البروفيسور مهنا الى جانب ادخال "التفاحة" الى السلة الغذائية التي تُقدم للنازحين السوريين في لبنان, هو ادخالها الى معظم الوجبات الغذائية التي تقدم ان كان في المستشفيات او في دور الحضانة, المدارس, المصارف, عند القوى الامنية, وسائر القطاعات الخاصة والعامة التي تقدم وجبات غذائية, فضم "التفاحة" الى تلك الوجبات ضروري!
"كل يوم تفاحة بتشوف الصحة مرتاحة".. مقولة مشهورة لبنانياً وعالمياً, تفيد عن منافع التفاح الصحية التي لا تحصى, وهنا يسأل مهنا "بدل تقديم "سناك" من المُكسرات المُضرة بالصحة على متن شركات الطيران الوطنية, وفي "كازينو لبنان", وغيرها من المرافق العامة والخاصة, لما لا يُقدّم بعضاً من "التفاح المجفف" المفيد للصحة؟"
اذاً حلول سهلة وبسيطة يمكن لكل فرد منا المباشرة في تنفيذها, دون الوقوف بعيداً والقاء اللوم على الدولة دون التحرك, فالتفاح لا ينتظر على الشجرة.. ومن هنا يضيف مهنا "ان التركيز على تصريف التفاح الخام, يمكن ان يتطور, للانتقال من الاستراتيجية الزراعية الى الاستراتيجية الزراعية الصناعية."
ويفسر مهنا " الاستراتيجية الزراعية الصناعية, انه اذا كان تصريف التفاح الخام الى الخارج غير ناجح بسبب عدم استوفاء التفاح اللبناني للمواصفات المطلوبة ان كان في النوعية او الشكل او غيرها من الاسباب, فللتفاح اكثر من صناعة تجعل منه "نفط لبناني"."
وأضاف مهنا "من الصناعات المعروفة والسهلة للتفاح هي الخل, الحلويات, التفاح المجفف, المربى, العصير .. ولكن هل تعلم ان التفاح في الخارج يُستخدم في صناعة الادوية, والخبز والذبدة, ورقائق "الشيبس" المرغوبة كثيرا ومفيدة بالصحة على عكس "الشيبس" المصنع من البطاطا, حتى ان اشهر المشروبات الروحية في الخارج وارقاها يُصنّع من التفاح.. وغيرها الكثير."
وفي ختام حديثه دعا مهنا للاستفادة من التفاح في مجال الصناعة كما يجب, عبر تأمين فرص عمل من جهة, وتصريف التفاح وتصديره, ليصبح فعلاً "نفط لبنان".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News