"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
أكثر من رسالة حملتها المواقف الأخيرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري في الأيام القليلة الماضية، لكن الأبرز والأخطر فيها، هي التي وجّهها إلى كل من رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، عن أن لبنان على مسافة أسابيع معدودة، وتحديداً أسبوعين، قبل أن تطيح الأزمات به، وبكلمة واحدة انهياره.
أماً الرسالة الثانية لرئيس المجلس، والتي لم يأتِ الردّ عليها من المعنيين بتأليف الحكومة، فقد وردت في المواقف المعلنة من قبل مسؤولين حزبيين وسياسيين وحتى "نقابيين"، والتي لفتت إلى أن المرحلة المقبلة لن تكون شبيهة بفترة الأشهر السبعة التي تلت تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة، ذلك أن المناخات التي سادت بعد الجلسة النيابية العامة يوم السبت الماضي، وكما يكشف أحد النواب البارزين، قد عكست حجم وعمق الأزمة التي لم تعد تتّصل فقط بالخلاف "الشخصي"، بل تخطّته ألى أزمة حكم، بعدما طرح رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، تعديل الدستور وتحديد مهلة زمنية أمام الرئيس المكلّف لتأليف الحكومة، لا تتعدّى الشهر.
وعلى الرغم من أن هذا الطرح قد طُوي، ولكن المناخ المتوتر الذي ساد خلال، وعلى أثر جلسة "الأونيسكو"، بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، بدأ يُترجم في أكثر من مجال في الأسبوع الجاري، كما يلاحظ النائب نفسه، إذ اعتبر أن السجال القضائي اليوم، يؤشّر إلى عدم وجود لأية نوايا جدية لمباشرة العمل للتوصّل إلى حلول وتسويات سريعة للأزمة الحكومية، وبالتالي، ترحيلها إلى موعد غير معلوم، وإطلاق مرحلة من التأزّم والتعقيد، مع بقاء كل جسور التواصل مقطوعة بين قصر بعبدا وبيت الوسط.
وفي ضوء غياب أية مواعيد أو مشاريع لقاء أو بحث، أو حتى إتصالات في الكواليس النيابية خلال الأسبوع الحالي على الأقلّ، من أجل ترجمة ما بات يُعرف بوساطة، وليس مبادرة رئيس المجلس النيابي، يشدّد النائب البارز، على استمرار وجود اتجاه لدى البعض للسير في طريق المغامرة بالإستقرار، في ظل تصعيد سياسي غير مسبوق وصلت ارتداداته إلى الشارع.
وبالتالي، فقد أصبح من الملحّ، السعي إلى إنتاج آلية عمل جديدة تؤمن العبور إلى تحقيق ما يشبه الهدنة أولاً، على أن يأتي بعدها تجديد الحراك من أجل وضع قطار تأليف الحكومة على السكة ثانياً، ثم العمل من خلال التعاون مع كل الأطراف من دون استثناء للحفاظ على الستاتيكو الحالي، والذي كان قد شكّل الهدف الأساسي للرئيس بري في الجلسة النيابية ثالثاً.
وعليه، فإن النائب البارز ذاته، لا يبدي الكثير من التفاؤل بإمكان تحقيق تطورات جدّية على المسار الحكومي، معتبراً أنه بعدما وصلت الخلافات إلى ما وصلت إليه من خطورة تنعكس مباشرة على استقرار وحتى استمرار لبنان، قد تكون الحلول تقتضي أكثر من رسالة أو تحذير، أو حتى نصيحة، بصرف النظر عن المهل والتهديدات والهواجس والمخاوف لدى المسؤولين، كما لدى المواطنين.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News