المحلية

الجمعة 02 تموز 2021 - 03:30

طرابلس نحو الفوضى... مَن المستفيد؟

طرابلس نحو الفوضى... مَن المستفيد؟

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

ترسم التطوّرات الأمنية الدراماتيكية على الساحة الطرابلسية، أكثر من علامة استفهام كبيرة حول مسبّبات وموجبات انفجار عاصفة الغضب الشعبي في عاصمة الشمال، والذي أتى على خلفية انقطاع التيار الكهربائي في المدينة وانعكاساته الكارثية على كل القطاعات والميادين، إذ تكشف معلومات مستقاة من مصادر سياسية شمالية، أن عاصمة الشمال على عتبة سيناريو أمني، يهدف إلى استغلال الإحتقان الشعبي، من خلال العمل على تسليح بعض الطرابلسيين ودفعهم للتحرّك في الشارع، وبالتالي، تصوير المدينة وكأنها بؤرة إرهابية.

وأوضحت أن أبناء طرابلس الذين نزلوا إلى الشوارع، إنما أطلقوا صرخةً للتعبير عن الغضب والإستياء من الوضع المعيشي المزري الذي وصلت إليه عاصمة الشمال، والذي قفز بشكل سريع نحو الإنهيار الذي يتحدث عنه الجميع، وفي كل المناطق اللبنانية على حد سواء.

ووفق هذه المصادر، فإن الإحتجاجات الشعبية التي ترتدي طابعاً تصعيدياً في هذه المرحلة الدقيقة، يجب أن تحرّك كل الأطراف المعنية بإيجاد الحلول الإنقاذية ومنع الإنزلاق نحو أوضاع معيشية أكثر صعوبة في الأيام المقبلة، على أن يساهم ذلك في قطع الطريق على المصطادين في المياه العكرة.

وانطلاقاً من هذا المشهد الكارثي والمتفجّر، دعت المصادر نفسها، إلى إدارة محلية مباشرة للأزمات، والحؤول دون أي انزلاق للغضب الشعبي إلى فوضى أمنية، تدفع إليها أطراف "مشبوهة" بدأت تبشّر بها منذ أشهر، وتؤدي بالتالي، إلى التشويش على صرخة أهالي المدينة المشروعة والمُحقّة، والتي ارتفعت احتجاجاً على انقطاع الكهرباء وارتفاع سعر صرف الدولار، والإرتفاع الجنوني في أسعار السلع الإستهلاكية.

وفي هذا السياق، فهي حذّرت من أي استغلال أو توظيف مشبوه لهذه الصرخة ومن جهات محلية أو إقليمية، معتبرةً أن تعاظم الأزمات يؤدي حكماً إلى الإنهيار في معادلة الإستقرار الإجتماعي أولاً، وفي الأمن المجتمعي ثانياً، وفي معادلة الأمن بصورة عامة ثالثاً.

وتحدثت في هذا الإطار، عن تقارير وتسريبات حول الوضع الأمني في طرابلس والجوار، وذلك منذ أسابيع عدة، وتطرّقت كلها إلى التحذير والتنبيه من الوصول إلى الواقع الحالي، ولكن من دون أية معالجات سريعة، بل على العكس، لاحظت المصادر النيابية نفسها، أن الوضع يبدو متروكاً للفوضى، في ظل غياب التدخّلات الإيجابية الرامية إلى تقديم الحدّ الأدنى من الخدمات الحيوية للمواطنين، وذلك، بصرف النظر عن كل الإعتبارات السياسية التي لا تقدّم ولا تؤخّر اليوم في مشهد الإنهيار الخطير الذي يتكرّس يوماً بعد يوم.

واعتبرت المصادر الشمالية، أن المنحى الخطير الذي سلكته الإحتجاجات الشعبية، لا يساهم في بلورة وتسريع الحلول، مكرّرة الدعوة إلى الحذر من الوقوع ضحية مخطّطات مرسومة بعناية من أجل جرّ المدينة إلى الفوضى بشكل أو بآخر، ولتحويلها مجدّداً ساحةً لتبادل الرسائل الإقليمية، كما الداخلية، تحت ستار الفوضى المُجتمعية، وذلك، في الوقت الذي يراوح فيه ملف تأليف الحكومة مكانه وتتّسع رقعة الخلافات بين القوى السياسية كافة، ويتكرّس التوجّه نحو عدم تأليف الحكومة الجديدة في الوقت الراهن.

ومن هنا، تركّز المصادر نفسها، على أهمية فرملة التدهور الحاصل في الشارع من خلال إجراءت سريعة تُحاكي الوضع الإجتماعي المتردّي في مدينة طرابلس، والذي لا يحتمل الإنتظار لكي تنضج ظروف التأليف السياسية لتأتي بعدها الحلول متأخرة، ذلك أن الفوضى المُجتمعية ستكون قد سبقت الجميع.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة