"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
عملياً دخلت الساحة اللبنانية منعطفاً خطيراً برزت مؤّشراته من التصعيد الديبلوماسي الفرنسي غير المسبوق في وجه الطبقة السياسية، والذي يأتي على إيقاع تحلّل المؤسسات الرسمية والخدمات الحيوية والفقر الزاحف مع العتمة إلى المناطق اللبنانية، مما يوحي بوجود روزنامة خفيّة تدفع بلبنان نحو الإنهيار، وذلك من بوابة الواقع المعيشي، من أجل إرساء أمر واقع جديد تغيب فيه الهوية السابقة، مع غياب كل معالم الإزدهار والبحبوحة والإنماء التي عرفها اللبنانيون في السابق.
وفيما تترقّب الأوساط السياسية، نتائج الإجتماع الطارىء في الرياض الذي تشارك فيه سفيرتا فرنسا والولايات المتحدة الأميركية في بيروت آن غريو ودوروثي شيا، تغيب المعايير العلمية الواجب اعتمادها عن المعالجات المحلية للأزمات وعلى رأسها أزمة تشكيل السلطة التي تُعتبر بوابة الحلول بحيث تشدّد عليها عواصم القرار الغربية والعربية ومجموعة الدول المانحة، للجم الإنهيار ووقف التدهور، حيث تلاحظ أوساط ديبلوماسية غربية، أنه على الرغم من كل التبدّلات الجوهرية التي حصلت ولا تزال تحصل على كل المستويات المالية والإقتصادية، وأيضاً السياسية، فإن التعنّت ورفع السقوف والتضليل والتسويق لأجواء دولية سلبية من لبنان، ما زالت عناصر مؤثّرة في تكوين المشهد الداخلي، وذلك، على قاعدة قلب الحقائق والوقائع وتحويل الأنظار عن واقع الإنهيار المتسارع.
وتؤكد هذه الأوساط، أن الحلول لم تعد مرتبطة فقط بعنوان تأليف حكومة جديدة، إذ بات من الصعب أن تنهض أي حكومة الآن بالأعباء الملقاة على عاتقها، خصوصاً إذا كان عنوانها "حكومة إنتخابات". فمن الناحية العملية، من الواضح أن إعادة الإستقرار الإجتماعي، وفي حدّه الأدنى، بات يحتاج إلى معادلة سياسية جديدة تسمح بإجراء كل الإصلاح المنشود وعبر المؤسّسات، ومن خلال مجلس نيابي جديد تنبثق عنه سلطة جديدة، في ظل تقاطع ما بين عواصم القرار الغربية والعربية المعنية بالوضع اللبناني، على اعتماد صيغة التغيير السياسي من خلال الإنتخابات، وليس من خلال أية صيغة أخرى، مع العلم أن الواقع الحالي، لا يسمح بانتظار هذا الإستحقاق بعد أشهر عدة، ولذا فإن باريس، ووفق الأوساط، تعمل على إرساء دينامية على الساحتين الأوروبية والعربية، من أجل إقناع أكثر من جهة معنية بالملف اللبناني، بوجوب تشكيل ما يشبه الجبهة القادرة على حماية لبنان من مسؤولين يتفرّجون على سقوطه، ويعيشون حالة إنكار لكل الأزمات المصيرية، ولم يبادروا إلى أي تحرّك أو خطة لإنقاذ لبنان من السقوط الكبير.
وبالتالي، فإن هذه الأوساط، تحذّر من أن يكون الصراع السياسي على الحكومة، مجرّد واجهة لصراع أكبر يتهدّد مصير ووجود لبنان، ونقله من مكان إلى مكان آخر، حيث يركّز أطراف هذا الصراع، على كل ما يشدّ العصب الطائفي ويزيد من منسوب الإحتقان الداخلي، وذلك تمهيداً لفرض أجندتهم الخاصة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News