المحلية

ليبانون ديبايت
الاثنين 30 حزيران 2025 - 15:34 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

مبادرة إسرائيلية لا تتوازن مع المطلوب... والخطر الأكبر آتٍ من مكان آخر!

مبادرة إسرائيلية لا تتوازن مع المطلوب... والخطر الأكبر آتٍ من مكان آخر!

ليبانون ديبايت"

سيناريوهات كثيرة يتم رسمها استباقاً للرد اللبناني على الورقة الأميركية المتعلقة في معظمها بموضوع سلاح حزب الله، لكن هذا الأمر لا يواجه تحدياً للحزب في مواجهة إسرائيل، بل إن خطراً أكبر قادماً من الشرق قد يبرّر احتفاظه بالسلاح.

من وجهة نظر الخبير العسكري العميد المتقاعد حسن جوني، فإن سيناريو "مبادرة إسرائيلية" بإيعاز أميركي للانسحاب من النقاط الخمس المحتلة، وارد لكنه مشروط بأن يتبع فوراً بقرار رسمي من الحكومة اللبنانية يقضي بتسليم وتطبيق آلية احتكار السلاح من قبل الدولة.


هذا الافتراض منطقي برأيه، لا سيما أن هذه المرتفعات الخمس ليست بذات أهمية عسكرية ميدانية بالنسبة إلى العدو الإسرائيلي، وهو يبقي عليها من أجل المساومة على سحب السلاح من حزب الله. وبالتالي فإن العدو لا يقدّم تنازلاً مهماً، ولا يتخلى عن ورقة ضاغطة ميدانياً، بل عن شيء بسيط لا يعادل بأهميته قضية جوهرية في المعادلة اللبنانية، ألا وهي تسليم السلاح.


ومن هذا المنطلق، لا يُستبعد أن يبادر الإسرائيلي في هذا الموضوع، ولكن طبعاً بضمانة أميركية تضمن الخطوات المتلاحقة، أي أن الجانب اللبناني، فور الانسحاب، يقوم بخطوة في المقابل، وهو احتمال وارد جداً.


كما أن من الوارد، برأيه، أن نشهد على موجة تصعيد في حال حصلت مماطلة أو برزت مواقف رافضة للورقة الأميركية أو محاولة الالتفاف عليها، لذلك من الوارد أن تتابع إسرائيل استراتيجيتها بالضغط العسكري الميداني، ولكن قد تكون على شكل أعنف، لأن المطلوب أن يوافق الجميع في لبنان على الورقة الأميركية، وبالتالي فالرسالة الإسرائيلية النارية قد تكون أقسى هذه المرة.


وباعتبار أن الأمور وصلت إلى مرحلة الحسم، وفق العميد جوني، فقد أصبح لبنان ملزماً باتخاذ قرار، إما بالتجاوب مع الطروحات الأميركية، وإما بالرفض وتحمل مسؤولية الرفض.


أما عن موقف حزب الله، فيوضح أن المواقف الحقيقية لحزب الله لا يمكن رصدها من خلال الخطاب السياسي والإعلامي، لأنه يتوجّه إلى الجمهور والبيئة والداخل اللبناني، بينما المواقف الحقيقية هي التي يتم إبلاغها إلى الرئيس بري ورئيس الجمهورية والحكومة، وبالتالي لا يمكن التكهن بهذا الموضوع، ويميل العميد جوني إلى احتمال تجاوب حزب الله لأنه لن يستطيع المواجهة.


ولكن العميد جوني يسلّط الضوء على مسألة مهمة في هذا الإطار، فقد برز بعدٌ جديد في الأيام الأخيرة، وهو ما سُرّب من أخبار عن انتشار وحدات على الحدود الشرقية، وهو ما يعرقل عملية إقناع حزب الله بتسليم سلاحه، مستغرباً مَن دفع إلى مثل هذا المشهد، متسائلاً: هل الهدف الضغط على حزب الله لتسليم السلاح؟ فهذا، برأيه، قد تكون له نتائج عكسية لأنه سيعطي حزب الله تبريراً لعدم تسليم السلاح لمواجهة اعتداءات محتملة قادمة من الشرق.


فوجود مجموعات مسلّحة على تخوم القرى اللبنانية لا يطمئن، كما يؤكد العميد جوني، لا سيما أن التجارب السابقة وما حصل من مجازر في الساحل السوري بحق الأقليات العلوية والمسيحية هناك، غير مطمئنة على الإطلاق، ولذلك فإن الاحتفاظ بالسلاح على مستوى البلديات والمناطق يصبح حاجة ضرورية للدفاع عن النفس.


ووفق نظرته للأمور، فإن ما يحصل على الحدود الشرقية من شأنه أن يعرقل موضوع تسليم السلاح، موضحاً أنه إذا كان الهدف مما يحصل هناك هو الضغط على الحزب، فإن ذلك تفكير "غبي"، لأنه عليهم أن يطمئنوا الحزب لا أن يثيروا ريبته وخوفه على أمن مناطقه المتاخمة لسوريا، وإلا فإنه لن يسلم السلاح ولن يدخل في الدولة كما يطالبون.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة