"ليبانون ديبايت"
أكد الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي أن "الشهرين المقبلين سيكونان مفصليّين، على ضوء ما ستُسفر عنه نتائج زيارة الوفد الأميركي الحالية وما سبقها من جولات إلى إسرائيل وباريس".
وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت"، اعتبر العريضي أن "لبنان بات أولوية على الأجندة الأميركية والأوروبية والخليجية، وأن ثمّة حراكًا يجري بعيدًا عن الأضواء لإنهاء المأزق اللبناني. وبالتالي، فإن أي مواقف أو خطابات أو مناورات سياسية لا تُقدّم ولا تؤخّر، على غرار خطاب الشيخ نعيم قاسم الأخير الذي بدا وكأنه يعيش على كوكب آخر، من دون إدراك لما يجري في لبنان والمنطقة، أو كأن نظام بشار الأسد لم يسقط".
وأضاف: "إسرائيل باتت على مسافة ربع ساعة من دمشق، وعشر دقائق من راشيا وحاصبيا، ومع ذلك يتحدث الشيخ نعيم عن الالتزام بالطائف. أي منطق هذا؟ ولماذا هذا الخطاب الخشبي الذي يوتّر الناس، حتى داخل بيئته، ويؤدي إلى مزيد من الهلاك؟".
وأشار العريضي إلى أن "معلوماته تؤشر إلى حصول بحث معمّق بين الوفد الأميركي والمسؤولين اللبنانيين، وأن نتائجه ستظهر تباعًا، مع مواقف مرتقبة من العيار الثقيل سيُطلقها الموفدان الأميركيان توم باراك ومورغان أورتاغوس".
وأكد أن "لبنان سيشهد مرحلة إيجابية مقبلة، خصوصًا على صعيد النمو الاقتصادي الذي بدأ يتحسن". مشيراً إلى "الدور الكبير الذي يقوم به رئيسي الجمهورية الحكومة العامد جوزاف عون ونواف سلام في سبيل تطبيق خطاب القسم والبيان الوزاري واتفاق الطائف".
ورأى أن "رئيس الجمهورية جوزاف عون، ومن خلال حكمته، يتواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله لتنفيس الاحتقان وتهدئة الأمور برويّة، مؤكداً أن على حزب الله أن يتلقّى إيجابية الرئيس بعيدًا عن الأساليب السابقة، لأن المكابرة لم تعد تنفع، والجميع يريد بناء بلد لكل اللبنانيين".
وفي سياق متصل، كشف العريضي أن "معلوماته تشير إلى مع بدء جمع السلاح الفلسطيني ـ الذي يحصل للمرة الأولى منذ منتصف سبعينات القرن الماضي ـ بات موضوع سلاح حزب الله مطروحاً بجدية، ما يعني أننا أمام فرصة ذهبية لعودة الاستثمارات إلى لبنان".
وتابع: "هنا لا بد من التذكير بموقف رجل الأعمال الإماراتي الشيخ خلف الحبتور، الذي كان أول من رفع الصوت قائلاً: كيف يمكن الاستثمار في بلد فيه جيشان ودولتان وسلاح غير شرعي؟ لكن الأمور اليوم تغيّرت مع وجود دولة مركزية وجيش واحد، وهذا ما سيفتح الآفاق، خصوصاً أن عودة الطيران السعودي إلى لبنان مؤشر إيجابي قد يتبعه رفع الحظر إذا سارت الأمور على ما يرام، بعد استكشاف الوضع في المطار الذي بدأ يستعيد جزءاً من الزمن الجميل بفضل جهود وزير الأشغال والنقل فايز رسامني الذي قام بدور كبير يُسجّل له".
وعن الاستحقاق الانتخابي، شدد العريضي على أن "الانتخابات ستحصل في موعدها، خلافاً لما يروّج له البعض، لأن غالبية القوى السياسية لا ترغب بها بعدما أصيبت بنكسة كبيرة داخل بيئاتها وجمهورها. الناس اليوم لم تعد تأبه للزعامات والأحزاب التقليدية، بل تريد التغيير الحقيقي، وهو ما بدأ يظهر جلياً في مختلف المناطق". وضرب مثالاً بالنائب إيهاب مطر في طرابلس "الذي يحظى بدعم الشباب والجامعيين والشرائح العاملة بفضل مواقفه الوطنية وقربه من الناس"، معتبراً أن هذا النموذج ينسحب على شريحة من النواب في مناطق أخرى.
وختم العريضي بالتأكيد أن "مسيرة إعادة الإعمار مرهونة بنتائج المفاوضات الأميركية – اللبنانية، إضافة إلى ملفات أخرى مثل اللقاء المرتقب مع الوفد السوري، وتجديد ولاية اليونيفيل أو عدمه". وأضاف: "إذا سارت الأمور على ما يرام، فإن مشروعاً بحجم مارشال جديد سيخصّص للبنان، ولا يمكن أن يدعمه إلا دول مجلس التعاون الخليجي، من السعودية إلى الإمارات والكويت وقطر وسائر الدول". وأشاد بدور مجلس الجنوب ورئيسه المهندس هاشم حيدر "الذي يعمل بلا كلل"، لكنه لفت إلى أن "الجميع بانتظار الأموال، وهذا مرتبط أولاً وأخيراً بالوضع السياسي وبملف السلاح، ثم السلاح".