كشف تقرير صادر عن معهد "Institute for Science and International Security" الأميركي أنّ صور الأقمار الصناعية التي التُقطت بين نهاية أيلول وبداية تشرين الأول أظهرت نشاطًا متجدّدًا عند ثلاث مداخل رئيسية لمجمع الأنفاق في منشأة أصفهان النووية الإيرانية، ما يشير إلى أعمال ترميم وتحصين متقدمة في الموقع.
وبحسب المعهد، فإن هذه التحركات لا تدلّ على محاولة لإخراج أجهزة الطرد المركزي أو مخزون اليورانيوم المخصب من المكان، بل على جهود لتأهيل مداخل آمنة ومحمية ضد أي هجمات مستقبلية. وذكر التقرير أن منطقتي المدخلين الشمالي والمركزي خضعتا لعمليات ترميم واسعة، إذ أُزيلت آثار الدمار الظاهرة، فيما تبقى مستوى الأضرار الداخلية داخل شبكة الأنفاق غير معروف حتى الآن.
ولم تصدر الولايات المتحدة أو إسرائيل حتى اليوم أي معلومات رسمية حول حجم الضرر الذي خلّفته الضربات على الموقع. ومع ذلك، يشير التقرير إلى احتمال أن تكون الهجمات قد استخدمت رؤوسًا حربية متطورة من نوع "Joint Multiple Effects Warhead System (JMEWS)"، القادرة على اختراق التحصينات وإحداث دمار واسع داخل الأهداف المحصّنة. كما أشار الباحثون إلى أنّ مختبر "لوس ألاموس" الأميركي طوّر مؤخرًا تقنية تسمح بتحويل الوقود الفائض في صواريخ "توماهوك" إلى تفجير حراري إضافي، ما يعزز قوتها التدميرية بشكل كبير، وربما استُخدمت هذه التكنولوجيا في إحدى الضربات على أصفهان.
ويفصّل التقرير حالة المداخل الثلاثة كما رُصدت عبر صور الأقمار الصناعية الأخيرة:
المدخل الشمالي أُعيد تأهيله في تموز بعد أن تضرر خلال الحرب الأخيرة، ويُرجّح أنه بات مفتوحًا أمام المركبات منذ ذلك الحين. صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 30 أيلول أظهرت وجود حفّارة تعمل قرب المدخل في إطار عمليات تثبيت الأرض ومنع الانجراف، بينما بدت بعض المعدات غير المحددة لا تزال قربه في صور تشرين الأول.
أما المدخل المركزي، فشهد نشاطًا أكبر شمل إزالة التربة المتراكمة وإعادة فتح البوابة. الصور الملتقطة في 12 تشرين الأول أظهرت بابًا مغلقًا وعددًا من المعدات الهندسية الثقيلة في الموقع، مع بقاء جسم غامض قرب المدخل. وتشير المعلومات إلى أنّ الممر الجوفي المجاور لم يتضرر خلال الهجوم الذي وقع في حزيران الماضي.
في المقابل، بقي المدخل الجنوبي مغلقًا بالأتربة، مع بقاء بقايا منشأة التهوية المدمّرة بجانبه. التغيير الوحيد الذي سُجّل هو استبدال الشاحنات التي كانت تسدّ طريق الوصول بعمودَي إسمنت وشاحنة واحدة، ما قد يدلّ على نشاط محدود أو إعادة ترتيب للطريق.
وفي ختام التقرير، أكد معهد "Institute for Science and International Security" أنّ النشاط في منشأة أصفهان يشير إلى مرحلة "ترميم حذر" تهدف إلى تعزيز الحماية وإعادة تأهيل المداخل، من دون مؤشرات على استئناف العمل النووي أو تشغيل البنية التحتية تحت الأرض في الوقت الراهن.