أثارت أزمة المباني المهددة بالانهيار في مدينة إسطنبول التركية موجة واسعة من القلق بين السكان، بعد الحادث المأساوي الذي وقع في منطقة جبزي بولاية كوجالي شرق المدينة، حيث انهار مبنى سكني بالكامل، مُخلّفاً مأساة عائلية لم ينجُ منها سوى شخص واحد، وفق ما ذكر موقع "زمان" التركي.
وعقب الحادث، تصاعدت الدعوات إلى إخلاء فوري للمباني المتهالكة التي تشكّل خطراً مباشراً على حياة السكان، خصوصاً مع التحذيرات المتكررة من وقوع زلزال كبير محتمل يهدّد المدينة الواقعة على أحد أخطر خطوط الصدع الزلزالي في العالم.
ووفق تقرير نشرته صحيفة "تركيا"، فإن نحو 600 ألف مبنى في إسطنبول تُعاني من تدهور هيكلي، بينما يُقدّر عدد المباني المهددة بالانهيار الفوري بـ 50 ألفاً، موزّعة على مختلف مناطق المدينة الـ39.
وأشار خبراء إلى أن المباني التي شُيّدت قبل زلزال مرمرة عام 1999، ولا سيما تلك التي يتجاوز عمرها ثلاثين عاماً، تُعدّ الأكثر خطورة، كونها غير مقاومة للهزات الأرضية.
وطالب الخبراء السلطات بـ إخلاء هذه الأبنية فوراً وهدمها أو تدعيمها لضمان سلامة السكان ومنع تكرار الكوارث.
وكانت تركيا قد شهدت في 6 شباط 2023 أحد أعنف الزلازل في تاريخها الحديث، أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص وتسبّب بدمار واسع في البنى التحتية، ما دفع مئات الآلاف إلى النزوح نحو إسطنبول وأنقرة بحثاً عن الأمان، وسط تحذيرات مستمرة من أنّ العاصمة الاقتصادية للبلاد قد تكون المحطة التالية لزلزال مدمّر.